الإثنين 07 / ذو القعدة / 1446 - 05 / مايو 2025
وَتِلْكَ ٱلْقُرَىٰٓ أَهْلَكْنَٰهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا۟ وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وقوله: وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا [سورة الكهف:59] أي: الأمم السالفة والقرون الخالية أهلكناهم بسبب كفرهم وعنادهم وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا [سورة الكهف:59] أي: جعلناه إلى مدة معلومة، ووقت معلوم معين، لا يزيد ولا ينقص، أي: وكذلك أنتم أيها المشركون احذروا أن يصيبكم ما أصابهم، فقد كذّبتم أشرف رسول، وأعظم نبي، ولستم بأعز علينا منهم، فخافوا عذابي ونذر.

قوله: وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا [سورة الكهف:59] هذه فيها ثلاث قراءات متواترة، قد ترجع إلى معنى واحد.

ومن أهل العلم من يفسر قوله: وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم [سورة الكهف:59]، أي: لوقت هلاكهم، ومنهم من يفسر ذلك بالمصدر: وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم [سورة الكهف:59] أي: جعلنا لهلاكهم موعداً، أي: أن هلاكهم في وقت محدد في علم الله لا يتقدم ولا يتأخر، وهذان المعنيان بينهما ارتباط لا يخفى، إذا قلنا: جعلنا لهلاكهم موعداً، أو جعلنا لوقت هلاكهم، فإن الهلاك يقع في زمان محدد كما أنه يقع في مكان، فإذا ذكر الهلاك فإن هذا يتضمن ذكر الزمان، فإذا قيل: لهلاكهم وقت محدد، أو لزمان هلاكهم موعد محدد، فكأن ذلك يرجع إلى معنى متلازم، ولهذا مثل هذه المعاني التي تحتملها الآية ويكون بين هذه المعاني ملازمة لا يحتاج مثله إلى ترجيح، والله أعلم.