الثلاثاء 01 / ذو القعدة / 1446 - 29 / أبريل 2025
وَبَرًّۢا بِوَٰلِدَتِى وَلَمْ يَجْعَلْنِى جَبَّارًا شَقِيًّا

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"وقوله: وَبَرًّا بِوَالِدَتِي [سورة مريم:32] أي وأمرني ببر والدتي، ذكره بعد طاعة الله ربه؛ لأن الله - تعالى - كثيراً ما يقرن بين الأمر بعبادته، وطاعة الوالدين كما قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [سورة الإسراء:23]، وقال: أَنِ اشْكُرْ لِي [سورة لقمان:14]، وقوله: وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً أي ولم يجعلني جباراً مستكبراً عن عبادته، وطاعته، وبر والدتي، فأشقى بذلك.

وقوله: وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً إثبات منه لعبوديته لله ، وأنه مخلوق من خلق الله، يحيى ويموت، ويبعث كسائر الخلائق، ولكن له السلامة في هذه الأحوال التي هي أشق ما يكون على العباد - صلوات الله وسلامه عليه -".

قوله تعالى: وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً المقصود به الأمن والدعاء بالسلامة، وأن هذه المواطن الثلاثة أحوج ما يكون الإنسان فيها إلى الأمن، وبعضهم قال المراد به التحية - والله تعالى أعلم -.