وقوله: إِنّ السّاعَةَ آتِيَةٌ، أي: قائمة لا محالة، وكائنة لابد منها.
وقوله: أَكَادُ أُخْفِيهَا، قال الضحاك عن ابن عباس - ا -: أنه كان يقرؤها: أكاد أخفيها من نفسي.
وهذا على عادة العرب إذا أرادوا المبالغة في بيان كتمان شيء يقول الواحد منهم: أكاد أخفيه من نفسي؛ لشدة إخفائه، وهذا الذي اختاره ابن جرير - رحمه الله -، وفي الآية أقوال أخرى، وبعضهم فسر أُخْفِيهَا بمعنى أظهرها، وبعضهم فصل في المعنى فقال: إن قوله أَكَادُ متعلق بما قبله إِنّ السّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ، يعني: أن أقيمها، باعتبار مقدر محذوف، وهذا خلاف الأصل، ثم قال: أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ وهذا تكلف.
يقول: لأنها لا تخفى من نفس الله أبداً، وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس - ا - أَكَادُ أُخْفِيهَا يقول: لا أُطْلع عليها أحداً غيري.
وقال: ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً [سورة الأعراف:187]، أي: ثقل علمها على أهل السموات والأرض.
وقوله - -: لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى، أي: أقيمها لا محالة لأجزي كل عامل بعمله فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ [سورة الزلزلة:8]، إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [سورة الطور:16].