قوله - تبارك وتعالى -: وَلاَ تَنِيَا والنيَُ هو الضعف والفتور، وَلاَ تَنِيَا يقول هنا: "عن ابن عباس: لا تبطئا"، وقوله - أيضا -: " لا تضعفا، والمراد أنهما لا يفتران في ذكر الله، بل يذكران الله في حال مواجهة فرعون؛ ليكون ذكر الله عوناً لهما"، هذا القول هو موافق لقول ابن جرير، والذكر هنا مصدر يشمل ذكر الله - تبارك وتعالى - بلسانه، كما أنه يشمل ذكره في العمل والفعل والقيام بوظائف العبودية، ومن ثم فسره بأن المراد: لا تقصرا، يعني: لا تضعفا، لا تنيا عن ذكري بالإحسان إليكما بالشكر، والشكر كما هو معلوم يشمل القلب واللسان والجوارح، وابن جرير - رحمه الله - يحمل ذلك على شكره بامتثال أمره واجتناب نهيه، وهذا يرجع إلى ما سبق، باعتبار أن الإنسان إذا قام بذلك فإن هذا أدعى وأقوم لثباته، وعون الله : إعانة الله - تبارك وتعالى - له، وبعضهم يقول: المقصود به تبليغ الرسالة: وَلاَ تَنِيَا فِي ذِكْرِي والذي يظهر - والله أعلم - أن ما ذكره ابن كثير - رحمه الله - وذكره ابن جرير وأمثال هؤلاء: أقرب، والله تعالى أعلم.