الأربعاء 02 / ذو القعدة / 1446 - 30 / أبريل 2025
قَالَا رَبَّنَآ إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَآ أَوْ أَن يَطْغَىٰ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وقوله : قَالاَ رَبّنَا إِنّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَىَ ۝ قَالَ لاَ تَخَافَا إِنّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىَ ۝ فَأْتِيَاهُ فَقُولا إِنّا رَسُولاَ رَبّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيَ إِسْرَائِيلَ وَلاَ تُعَذّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مّن رّبّكَ وَالسّلاَمُ عَلَىَ مَنِ اتّبَعَ الْهُدَىَ ۝ إِنّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنّ الْعَذَابَ عَلَىَ مَن كَذّبَ وَتَوَلّىَ [سورة طه: 45-48]، يقول تعالى إخباراً عن موسى وهارون - عليهما السلام -، أنهما قالاً مستجيرين بالله تعالى شاكيين إليه: إِنّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَىَ يعنيان أن يبدر إليهما بعقوبة أو يعتدي عليهما فيعاقبهما وهما لا يستحقان منه ذلك، وقال الضحاك عن ابن عباس - ا - أو أن يطغى: يعتدي.

الطغيان هو مجاوزة الحد، كما قال الله - تبارك وتعالى -: اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى جاوز حده، وقوله   - تبارك وتعالى - عن قول موسى مع هارون: إِنّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَىَ قال: "يعنيان أن يبدر إليهما بعقوبة، أو يعتدي عليهما فيعاقبهما وهما لا يستحقان"، وقوله: إِنّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا يفرط علينا فسره ابن كثير - رحمه الله - بهذا، وبعضهم فسر يفرط بمعنى يعجّل علينا بالعقوبة، وهذا اختيار ابن جرير - رحمه الله -، يَفْرُطَ يعني: أن يعجل علينا بعقوبة، وهناك قراءة غير متواترة لابن عباس ومجاهد وعكرمة: يُفْرِطَ يعني يشتطّ، يُفْرِطَ عَلَيْنَا بمعنى: يشتط في العقوبة.