قوله - تبارك وتعالى -: وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لّدُنّا ذِكْراً القرآن سماه الله بهذا، لأنه متضمن للتذكير والمواعظ وما يحتاجون إليه فيما يكون به صلاحهم في الدنيا وفي الآخرة، كذا قال بعضهم، وبعضهم يقول: قيل له ذكر؛ لأنه يذكر آلاء الله ونعمه على عباده، فهو متضمن لهذه الأمور، وبعضهم يذهب في المعنى إلى غير هذا: أنه ذكْر: بمعنى شرف للنبي ﷺ ولأمته كما فسر بعضهم قوله - تبارك وتعالى -: وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ [سورة الزخرف:44] وبعضهم قال: هذا من التذكير، يحصل به التذكر والاتعاظ والاعتبار، وبعضهم يقول: وإنه لذكر لك، أي: شرف لك، وشرف لقومك أن نزل هذا الكتاب الخاتم العظيم بلسان عربي مبين، وقوله: وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لّدُنّا ذِكْراً، القرآن قيل له ذكر؛ لما تضمنه من التذكير بنعم الله ، والتذكير بما فيه من المواعظ والعبر، وقص الله فيه أخبار الأمم وما جرى للأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - مع أقوامهم، وذكّر الله فيه بثوابه وعقابه، وبجنته وناره، إلى غير ذلك مما تضمنه هذا القرآن، والله أعلم.