وقوله تعالى: إِنّمَا إِلَهُكُمُ اللّهُ الّذِي لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ وَسِعَ كُلّ شَيْءٍ عِلْماً يقول لهم موسى : ليس هذا إلهكم، إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو، ولا تنبغي العبادة إلا له، فإن كل شيء فقير إليه عبدٌ له، وقوله: وَسِعَ كُلّ شَيْءٍ عِلْماً نصب على التمييز، أي: هو عالم بكل شيء، أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً، ووَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً.
هذا تمييز محول عن الفاعل، وَسِعَ كُلّ شَيْءٍ عِلْماً يعني: وسع علمه.
فـ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ [سورة سبأ:3]، وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ [سورة الأنعام:59]، وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ [سورة هود:6]، والآيات في هذا كثيرة جداً.