الثلاثاء 15 / ذو القعدة / 1446 - 13 / مايو 2025
بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِى غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

قال المصنف - رحمه الله تعالى -: تفسير سورة الأنبياء - عليهم السلام -، وهي مكية.

روى البخاري عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال: "بنو إسرائيل والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء هن من العتاق الأول وهن من تلادي"[1].

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اقْتَرَبَ لِلنّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مّعْرِضُونَ ۝ مَا يَأْتِيهِمْ مّن ذِكْرٍ مّن رّبّهِمْ مّحْدَثٍ إِلاّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ۝ لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرّواْ النّجْوَى الّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَذَا إِلاّ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ ۝ قَالَ رَبّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السّمَاءِ وَالأرْضِ وَهُوَ السّمِيعُ الْعَلِيمُ ۝ بَلْ قَالُوَاْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأوّلُونَ ۝ مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ [سورة الأنبياء:1-6].

هذا تنبيه من الله على اقتراب الساعة ودنوها، وأن الناس في غفلة عنها، أي لا يعملون لها ولا يستعدون من أجلها.

وروى النسائي عن أبي سعيد عن النبي ﷺ: فِي غَفْلَةٍ مّعْرِضُونَ قال: في الدنيا[2]، وقال تعالى: أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ [سورة النحل:1]، وقال: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ۝ وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا [سورة القمر:1-2] الآية.

ثم أخبر تعالى أنهم لا يصغون إلى الوحي الذي أنزل الله على رسوله، والخطاب مع قريش ومن شابههم من الكفار، فقال: مَا يَأْتِيهِمْ مّن ذِكْرٍ مّن رّبّهِمْ مّحْدَثٍ أي: جديد إنزاله إِلاّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ، كما قال ابن عباس - ا -: ما لكم تسألون أهل الكتاب عما بأيديهم وقد حرفوه وبدلوه وزادوا فيه ونقصوا منه، وكتابكم أحدث الكتب بالله تقرءونه محضاً لم يُشب[3]. رواه البخاري بنحوه.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فكلام ابن مسعود حينما قال: "بنو إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء هن من العتاق الأول، وهن من تلادي"، هن من العتاق الأول، العتاق: جمع عتيقة، أو عتيق، والشاهد منه أن هذه من السور المكية، وأنها مما أخذه قديماً وتلقاه عن رسول الله ﷺ.

وهذه السورة مكية بالإجماع كما نقله بعض أهل العلم.

  1. رواه البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب تأليف القرآن، برقم (4994).
  2. رواه النسائي في السنن الكبرى برقم (11269).
  3. رواه البخاري، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب قول النبي ﷺ: لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء، برقم (7363).