وقوله: فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً أي: حطاماً كسرها كلها.
إلا كبيراً لهم يعني: إلا الصنم الكبير عندهم، كما قال: فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ [سورة الصافات:93].
وقوله: لَعَلّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ذكروا أنه وضع القدوم في يد كبيرهم لعلهم يعتقدون أنه هو الذي غار لنفسه، وأنف أن تعبد معه هذه الأصنام الصغار فكسرها.
"الجذاذ" القطع والكِسَر المحطمة، فقد تحولت الأصنام إلى قطع متناثرة.
والضمير في قوله – تبارك وتعالى -: لَعَلّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ يرجع إلى كبير الأصنام، وقد وضع إبراهيم ﷺ القدوم عند كبير الأصنام من أجل أن يبين لقومه أن هذه الأصنام لا تنفع ولا تضر ولا تدفع عن نفسها، فيرجعون إلى كبير الأصنام فيسألونه عن سبب تكسير الأصنام.
وقال بعضهم: الضمير في قوله: لَعَلّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ يرجع إلى إبراهيم ﷺ.
وقال بعضهم: الضمير يرجع إلى الله، وهذا بعيد، والأقرب - والله تعالى أعلم - أن الضمير يرجع إلى الصنم الكبير وهو أقرب مذكور.