الإثنين 23 / جمادى الأولى / 1446 - 25 / نوفمبر 2024
قَالُوا۟ سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُۥٓ إِبْرَٰهِيمُ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ [سورة الأنبياء:60] أي: قال من سمعه يحلف إنه ليكيدنهم: سَمِعْنَا فَتًى أي: شاباً، يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ.

يستدل القائلون بأن إبراهيم ألقي في النار قبل النبوة - وكان صغيراً وقتها - بقوله تعالى: سَمِعْنَا فَتًى، وقالوا إن الفتى هو الشاب الصغير، ولكن هذا غير لازم؛ لأن العرب تعبر بالفتى عن الرجل المكتمل القوى، ومنه قول الشاعر:

في فتيةٍ من قريشٍ قال قائلُهم ببطن مكةَ لمّا أسلموا زُولوا

وهذا كثير في كلام العرب، في شعرهم ونثرهم، ولهذا يقال أيضاً عن المملوك: إنه فتى، ومنه قول النبي ﷺ: ولا يقل أحدكم: عبدي أمتِي، وليقل: فتاي وفتاتي وغلامي[1].

والنبي ﷺ يقول: يجري هلاك هذه الأمة على يديْ أغيلمة من قريش[2]، وليس المقصود بالأغيلمة أنهم صبيان صغار، بل رجال كبار، ولكن قيل ذلك تحقيراً لهم، وأكثر أهل العلم على أن المقصود بهذا "يزيد" وغيره، ولهذا كان أبو هريرة يستعيذ بالله من أن يدرك سنة ستين، فمات سنة ثمان وخمسين وقيل: تسع وخمسين.

  1. رواه البخاري، كتاب العتق، باب كراهية التطاول على الرقيق وقوله عبدي وأمتي (2 / 901)، برقم (2414)، ومسلم، كتاب الألفاظ من الأدب وغيرها، باب حكم إطلاق لفظة العبد والأمة والمولى والسيد (4 / 1764)، برقم: (2249).
  2. رواه أحمد (16 / 431)، برقم (10737)، من حديث أبي هريرة ، وحسنه محققو المسند.