الأحد 22 / جمادى الأولى / 1446 - 24 / نوفمبر 2024
فَرَجَعُوٓا۟ إِلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوٓا۟ إِنَّكُمْ أَنتُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

قوله: فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ۝ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ ۝ قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ۝ أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ [سورة الأنبياء:64-67].

يقول تعالى مخبراً عن قوم إبراهيم حين قال لهم ما قال: فَرَجَعُوَاْ إِلَىَ أَنفُسِهِمْ أي: بالملامة في عدم احترازهم وحراستهم لآلهتهم، فقالوا: إِنّكُمْ أَنتُمُ الظّالِمُونَ أي: في ترككم لها مهملة لا حافظ عندها، ثُمّ نُكِسُواْ عَلَىَ رُءُوسِهِمْ.

قول العلامة ابن كثير – رحمه الله – في معنى قوله – تبارك وتعالى -: فَرَجَعُوَاْ إِلَىَ أَنفُسِهِمْ "أي: بالملامة في عدم احترازهم وحراستهم لآلهتهم" محتمل، ويحتمل معنى آخر ولعله الأقرب - والله أعلم - أن "الفاء" تدل على التعليل وترتيب ما بعدها على ما قبلها قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ ۝ فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ أي: أدركوا أن هذه لا تنفع ولا تضر ولا تصرف عن نفسها، ولا تدفع، فكيف تصلح للعبادة؟، فأفاقوا، وحصل مقصود إبراهيم  لما ترك الكبير، فأدرك الكفار الخطأ الذي وقعوا فيه، من عبادة هذه الأصنام، فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فيكون هذا مرتباً على ما قبله.

قوله: فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ يعني: مخطئون، وكل من وضع شيئاً في غير موضعه فقد ظلم.