قوله: "وأما ذو الكفل فالظاهر من السياق أنه ما قرن مع الأنبياء"، ذو الكفل قال بعض العلماء إن ذو الكفل هو إلياس، وبعضهم يقول: هو يوشع بن نون، واختلفوا فيه هل هو نبي أو ليس بنبي، وأكثر المفسرين الجمهور يقولون: إنه ليس بنبي، وأنه رجل من الصالحين، وبعضهم يقول: إنه كان على حال غير مرضية ثم تاب إلى الله، فقبل الله توبته، وبعضهم يقول: إنه كان رجلاً من الصالحين، قيل له ذلك لأنه تكفل إما لنبي أو لملك من الملوك الصالحين، كان يعمل عملاً فتكفل ذلك به من بعده، تكفل بالقيام بهذا العمل فقام به على الوجه المطلوب، فقيل له ذلك، وقول الحافظ - رحمه الله - هنا: "وتوقف ابن جرير"، غير صحيح، فكلام ابن جرير - رحمه الله - واضح أنه ليس بنبي، ولا يظهر من كلامه أنه توقف في ذلك، لكن ابن جرير توقف هل قيل له ذلك؛ لأنه تكفل لنبي أو تكفل لملك من الملوك الصالحين بالقيام والنهوض بعمل كان يقوم به ذلك الملك أو ذلك النبي، هذا الذي ابن جرير لم يجزم به، لكنه يقول: ليس بنبي، والأقرب - والله أعلم - أنه نبي وهذا اسمه، أو عرف بهذا؛ لأن الله ذكره ضمن هؤلاء الأنبياء فالأصل أنه منهم، والقول: بأنه يوشع بن نون أو إنه إلياس يحتاج إلى دليل، فإن الله ذكر إلياس بهذا الاسم، ويوشع بن النون هو الفتى الذي كان مع موسى ﷺ الذي ذكر الله خبره في سورة الكهف.