وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [سورة الحج:42-46].
يقول تعالى مسليا نبيَّه محمدا ﷺ في تكذيب من خالفه من قومه: وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ إلى أن قال: وَكُذِّبَ مُوسَى أي: مع ما جاء به من الآيات البينات والدلائل الواضحات.
قوله تعالى: وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ، ثم قال: وَكُذِّبَ مُوسَى قوم موسى الأصل هم بنو إسرائيل، فهل كذب بنو إسرائيل موسى ﷺ؟ الجواب: لا، فهنا جاء الفعل مبنياً للمجهول، فبعض أهل العلم كابن جرير - رحمه الله - يقول: إن ذلك من أجل أن الذين كذبوه هم القبط، فقومه وهم الإسرائيليون لم يكذبوه، فقال: وَكُذِّبَ مُوسَى بني الفعل للمجهول.
نكير اسم مصدر بمعنى الإنكار، أي فكيف كان إنكاري وأخذي لهم؟!.
- رواه البخاري، كتاب التفسير، باب تفسير سورة هود، برقم (4409)، ومسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم، برقم (2583).