الخميس 15 / ذو الحجة / 1446 - 12 / يونيو 2025
وَأَصْحَٰبُ مَدْيَنَ ۖ وَكُذِّبَ مُوسَىٰ فَأَمْلَيْتُ لِلْكَٰفِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ ۖ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ ۝ وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ ۝ وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ۝ فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ۝ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [سورة الحج:42-46].

يقول تعالى مسليا نبيَّه محمدا ﷺ في تكذيب من خالفه من قومه: وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ إلى أن قال: وَكُذِّبَ مُوسَى أي: مع ما جاء به من الآيات البينات والدلائل الواضحات.

قوله تعالى: وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ ۝ وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ ۝ وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ، ثم قال: وَكُذِّبَ مُوسَى قوم موسى الأصل هم بنو إسرائيل، فهل كذب بنو إسرائيل موسى ﷺ؟ الجواب: لا، فهنا جاء الفعل مبنياً للمجهول، فبعض أهل العلم كابن جرير - رحمه الله - يقول: إن ذلك من أجل أن الذين كذبوه هم القبط، فقومه وهم الإسرائيليون لم يكذبوه، فقال: وَكُذِّبَ مُوسَى بني الفعل للمجهول.

فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ أي: أنظرتهم وأخرتهم، ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ أي: فكيف كان إنكاري عليهم، ومعاقبتي لهم؟!

نكير اسم مصدر بمعنى الإنكار، أي فكيف كان إنكاري وأخذي لهم؟!.

وفي الصحيحين عن أبي موسى، عن رسول الله ﷺ أنه قال: إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفْلِتْه، ثم قرأ: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ[1] [سورة هود:102].
  1. رواه البخاري، كتاب التفسير، باب تفسير سورة هود، برقم (4409)، ومسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم، برقم (2583).