قوله - تبارك وتعالى -: اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ [سورة الحـج:75] يصطفى من الملائكة، أي: يختار من يكلفهم برسالاته، كما قال الله - تبارك وتعالى -: جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ [سورة فاطر:1]، وهكذا أيضاً اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ فهؤلاء يبلغون رسالات الله - تبارك وتعالى - إلى أنبيائه ورسله، كما أنه أيضاً قد يرسل رسلاً ويكلفهم بما شاء، كما قال الله : وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً [سورة الأنعام:61]، والضمير كما هو ظاهر في قوله: يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ [سورة الحـج:76] يرجع للمذكور قبله وهم الرسل، والله يعلم أحوال خلقه لا يخفى عليه خافية يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء [سورة البقرة:255]، هذا في عموم الخلق، وهذه الآية في الرسل - عليهم الصلاة والسلام - الذين يرسلهم من الملائكة، ومن الآدميين يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ أي: يعلم أحوالهم وما يقولون وما يجيبهم به أقوامهم، وهو يحفظهم ويكلؤهم ويرعاهم.