الإثنين 24 / جمادى الآخرة / 1447 - 15 / ديسمبر 2025
فَمَن ثَقُلَتْ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"وقوله تعالى: فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [سورة المؤمنون:102] أي: من رجحت حسناته على سيئاته ولو بواحدة، قاله ابن عباس فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ أي: الذين فازوا فنجوا من النار، وأدخلوا الجنة، وقال ابن عباس: "أولئك الذين فازوا بما طلبوا، ونجوا من شر ما منه هربوا"".

يعني كل ذلك يرجع إلى شيء واحد وهو أن الفلاح هو الظفر بالمطلوب، والنجاة من المرهوب، وهذا كما قال الله : وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ۝ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم [سورة الأعراف:8-9] فالعبرة بالرجحان، لهذا يقال لمن سأل عن السيئات هل تبطل الحسنات؟ فالجواب: أن السيئات لا تبطل الحسنات من حيث هي، وإن كانت بعض السيئات تبطل بعض الحسنات، ولكن ذلك ليس على سبيل الإطلاق، فالردة، والكفر؛ تبطل كل الحسنات، وما عدا ذلك من السيئات فإنه يبطل نوعاً مما اتصل به وتعلق به مثل المن والأذى يبطل الصدقة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى [سورة البقرة:264] ومثل التسميع بالعمل ونحو ذلك يبطله وما شابه، لكن لو كانت سيئة منفصلة فإنها لا تبطل الحسنة، وإنما العبرة بالوزن، فإذا ثقلت كفة السيئات فهذا يكون خاسراً.