قوله: وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء الواو حرف عطف، والشجرة معطوفة على الجنات.
وبعضهم يقول هو جبل ببيت المقدس، وبعضهم يقول: إن سيناء هذه صفة تعني الحسن، فمعنى ذلك أنه لا يختص بجبل بعينه، فإذا قيل: الجبل الذي عليه الشجرة يقال عليه طور، فيكون وصفاً بذلك مثلاً لحسنه، وقال بعض السلف: سيناء أي المبارك، وعلى كل حال عامة أهل العلم الجمهور يقولون: هو اسم للجبل، وهذا هو المتبادر وهو الأقرب - والله أعلم -.
"وقوله: تَنبُتُ بِالدُّهْنِ [سورة المؤمنون:20] قال بعضهم: الباء زائدة، وتقديره تُنبت الدهنَ كما في قول العرب: ألقى فلان بيدِه أي يدَه، وأما على قول من يضمّن الفعل فتقديره تخرج بالدهن، أو تأتي بالدهن، ولهذا قال: وَصِبْغٍ "أي أُدْم" قاله قتادة.
لِّلْآكِلِينَ [سورة المؤمنون:20] أي: فيها ما ينتفع به من الدهن، والاصطباغ، وروى عبد بن حميد في مسنده وتفسيره عن عمر أن رسول الله ﷺ قال: ائتدموا بالزيت، وادّهنوا به؛ فإنه يخرج من شجرة مباركة[1]، ورواه الترمذي وابن ماجه".
قوله: تَنبُتُ بِالدُّهْنِ قال بعضهم: الباء زائدة، وتقديره: تُنبت الدهنَ، وقال ابن جرير - رحمه الله -: تَنبُتُ بِالدُّهْنِ أي: بثمر الدهن.
وقد قرأ الجمهور تَنبُتُ بِالدّهْنِ، وهناك قراءة أخرى متواترة، وهي قراءة ابن كثير، وأبي عمرو بكسر الباء، وضم التاء تُنبِت بِالدّهْنِ، وعلى قراءة الجمهور يحتمل أن يكون المعنى: تنبت في نفسها متلبسة بالدهن، وعلى القراءة الثانية تُنبِت بِالدّهْنِ تكون الباء بمعنى مع، يعني مع الدهن.
وقوله: وَصِبْغٍ أي: أُدْم، يعني الناس يأتدمون به، ويصبغون به، فمن الممكن أن يؤكل الخبز بهذا الزيت".
- رواه الترمذي، كتاب الأطعمة، باب ما جاء في أكل الزيت (4/285)، برقم: (1851)، وابن ماجه، كتاب الأطعمة، باب الزيت (2/1103) برقم: (3319)، واللفظ له، وحسنه الألباني.