"وقوله: فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ [سورة المؤمنون:19] يعني: فأخرجنا لكم بما أنزلنا من السماء جنات أي بساتين وحدائق ذَاتَ بَهْجَةٍ [سورة النمل:60] أي: ذات منظر حسن، وقوله: مّن نّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ أي: فيها نخيل وأعناب، وهذا ما كان يألف أهل الحجاز، ولا فرق بين الشيء وبين نظيره، وكذلك في حق كل أهل إقليم عندهم من الثمار من نعمة الله عليهم ما يعجزون عن القيام بشكره، وقوله: لكم فيها فاكهة كثيرة أي من جميع الثمار كما قال: يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [النحل:11].
العلماء مختلفون في تحديدها، وضبطها، فبعضهم يقول: ما لا يكون قوتاً فهو من الفواكه مثل: التفاح، والبرتقال، وما أشبه ذلك يقال له فواكه، فهو ليس بقوت، ولا إدام، ومع ذلك تجد أهل العلم يختلفون في ثمرات النخيل هل يقال لها فاكهة أو لا؟ فبعضهم يقول: إن ما تنتجه النخيل يقال له فاكهة أيضاً، وبعضهم يخرجه من هذا، وهذا يفيد في حالة لو حلف إنسان ألا يأكل فاكهة، فما الذي يصدق عليه هذا الحلف؟
"وقوله: وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ [سورة المؤمنون:19] كأنه معطوف على شيء مقدر، تقديره تنظرون إلى حسنه، ونضجه، ومنه تأكلون".