"وقوله: وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ [سورة المؤمنون: 73-74]، روى الإمام أحمد عن ابن عباس - ا - أن رسول الله ﷺ أتاه فيما يرى النائم ملكان، فقعد أحدهما عند رجليه، والآخر عند رأسه، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه: اضرب مثَل هذا ومثَل أمته، فقال: إن مثل هذا ومثل أمته كمثل قوم سَفْر؛ انتهوا إلى رأس مفازة، فلم يكن معهم من الزاد ما يقطعون به المفازة، ولا ما يرجعون به، فبينما هم كذلك إذ أتاهم رجل في حُلة حِبَرة، فقال: أرأيتم إن أوردتكم رياضاً مُعشبة، وحياضاً رُواء؛ تتبعوني؟ فقالوا: نعم، قال: فانطلق بهم، وأوردهم رياضاً معشبة، وحياضاً رواء، فأكلوا، وشربوا، وسمنوا، فقال لهم: ألم ألقكم على تلك الحال فجعلتم لي إن وردت بكم رياضاً معشبة، وحياضاً رُواء؛ أن تتبعوني؟ قالوا: بلى، قال: فإن بين أيديكم رياضاً أعشب من هذه، وحياضاً هي أروى من هذه؛ فاتبعوني، قال: فقالت طائفة: صدق والله لنتبعنه، وقالت طائفة: قد رضينا بهذا نقيم عليه".
هذا الحديث وإن كان يحمل هذا المعنى الجميل: فنقلَهم من حال إلى حال، فحصلت لهم سعة في الدنيا، ونصر، وتمكين، ثم بعد ذلك ينتقلون إلى النعيم المقيم في الآخرة، ولكن الحديث لا يخلو من ضعف، فيه على بن زيد بن جدعان ضعيف، وفيه يوسف بن مهران فيه ضعف.