قوله: قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ أي: بيده الملك، وزيادة التاء - ملكوت - مثلما يقال الجبروت يقولون للمبالغة، فهي بمعنى الملك، ولكن زيدت التاء للمبالغة، ملكوت.
"لا يُخفَر في جواره" أي لا ينتهك ذلك المُجار.
قوله: وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ بمعنى أن الله - تبارك وتعالى - لا يمنع أحد من عذابه، لهذا يقول الله - تبارك وتعالى -: وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ [سورة البقرة:48]، فالله - تبارك وتعالى - يجير، فإذا أجار أحداً لا يستطيع أحد أن ينتهك جواره، ولا يستطيع أحد أن يجير أحداً من الناس من الله ، فالخلق قد يجير بعضهم بعضاً، أما الله - تبارك وتعالى - فلا يجار عليه، ولا يستطيع أحد أن يمنع أحداً من بأس الله ، ونقمته، وعذابه، وهذا يدل على كمال عظمته ، وقوته، وعزته، فإن المخلوقين يجير بعضهم بعضاً، وقد يجير الواحد منهم، ولكن هذا الجوار يُنتهك، أما الله - تبارك وتعالى - فلا يحصل معه شيء من هذا.
- رواه البخاري، كتاب الأيمان والنذور، باب: كيف كانت يمين النبي ﷺ، برقم: (6632).
- رواه البخاري، كتاب الأيمان والنذور، باب: كيف كانت يمين النبي ﷺ، برقم: (6628).