الخميس 17 / ذو القعدة / 1446 - 15 / مايو 2025
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ۚ قُلْ فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"وقوله: سَيَقُولُونَ لِلّهِ أي: سيعترفون أن السيد العظيم الذي يجير ولا يجار عليه هو الله - تعالى - وحده لا شريك له قُلْ فَأَنّىَ تُسْحَرُونَ أي: فكيف تذهب عقولكم في عبادتكم معه غيره مع اعترافكم، وعلمكم بذلك؟!".

عبارة ابن كثير - رحمه الله - في قوله: فَأَنّىَ تُسْحَرُونَ قال: "أي: فكيف تذهب عقولكم في عبادتكم معه غيره مع اعترافكم، وعلمكم بذلك؟!" فهؤلاء لم يقع لهم سحر حقيقة، ولكنه نزل ذلك منزلة السحر حيث ذهبت العقول، وانصرفت عن هذه الحقائق البينة، الواضحة، الظاهرة؛ فخدعوا بالشبهات، والأباطيل، وانصرفوا عن عبادة الله ، فذُهب بعقولهم كما ذهب بعقل المسحور، فالمسحور تتصور له الأشياء على غير حقيقتها، وهؤلاء تصوروا أن الحجر هو الرب الذي ينفع، ويعطي، وينزل، وانصرفوا عن عبادة المنعم المتفضل ، فهذا الفعل كأنه سحر.

فهؤلاء حينما يشاهدون دلائل القدرة، والعظمة، والوحدانية؛ كان الواجب أن يذعنوا لله ، وأن ينقادوا، وأن يؤمنوا، ثم بعد ذلك يقلبون هذه القضايا، فإذا جيء لهم بالحق الواضح المبين؛ قالوا: هذا أساطير الأولين، تجيء لهم بالدلائل على الوحدانية فيقولون: كيف نترك ما كان يعبد آباؤنا؟! أجعل الآلهة إلهاً واحداً؟!، وما شابه ذلك، فمهما تأته بالآيات، والبينات، والحجج الواضحة؛ لكن دون جدوى.