قال المصنف -رحمه الله تعالى- في تفسير قوله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [سورة النور:30].
هذا أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم عما حرم عليهم، فلا ينظروا إلا إلى ما أباح لهم النظر إليه، وأن يغضوا أبصارهم عن المحارم، فإن اتفق أن وقع البصر على مُحرَّم من غير قصد، فليصرف بصره عنه سريعًا، كما رواه مسلم في صحيحه عن جرير بن عبد الله البجلي ، قال: سألت النبي ﷺ، عن نظرة الفجأة، فأمرني أن أصرفَ بَصَري[1].
وفي الصحيح عن أبي سعيد قال: قال رسول الله ﷺ: إياكم والجلوس على الطرقات، قالوا: يا رسول الله، لابد لنا من مجالسنا، نتحدث فيها، فقال رسول الله ﷺ: إن أبيتم، فأعطوا الطريق حقَّه، قالوا: وما حقّ الطريق يا رسول الله؟ قال: غَضُّ البصر، وكَفُّ الأذى، وردّ السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر[2].
وقال أبو القاسم البغوي عن أبي أمامة يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول:اكفلوا لي بِستٍّ أكفل لكم بالجنة: إذا حدَّث أحدكم فلا يكذب، وإذا اؤتمن فلا يَخُن، وإذا وَعَد فلا يخلف، وغُضُّوا أبصاركم، وكُفُّوا أيديكم، واحفظوا فروجكم[3].
ولما كان النظر داعية إلى فساد القلب، كما قال بعض السلف: النظر سهام سُمٍّ إلى القلب؛ ولذلك أمر الله بحفظ الفروج كما أمر بحفظ الأبصار التي هي بواعث إلى ذلك، فقال: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ، وحفظُ الفَرج تارةً يكون بمنعه من الزنى، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ [سورة المعارج:29-30] وتارة يكون بحفظه من النظر إليه، كما جاء في الحديث في مسند أحمد والسنن: احفظ عورتك، إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك[4].
فقوله -تبارك وتعالى-:قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ هذا أمر من الله -تبارك وتعالى- لنبيه ﷺ أن يأمر المؤمنين بغض الأبصار، وفي هذا وأمثاله كلام للأصوليين فيمن أمر غيرَه، فيمن أمر أحداً أن يأمر غيره بأمرٍ، هل يكون الآمر الأول آمراً للأخير أو لا؟ وهي مسألة جدلية معروفة ومشهورة، والله -تبارك وتعالى- حينما أمر نبيه ﷺ أن يأمر المؤمنين بغض الأبصار، فهو أمر من الله لهم بغض الأبصار، وسواء كان ذلك الأمر صادراً من الله أو صادراً من رسوله ﷺ، والأصل أن الأمر للوجوب، فدل ذلك على وجوب غض الأبصار، وهذه الآية: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ، لما ذكر آداب الاستئذان، ودخول البيوت أعقب ذلك بغض الأبصار؛ لأنه إنما يَمنع من دخول البيوت ويَأمر بالاستئذان على أهلها من أجل ألا يقع بصره على شيء لا يريد الناس أن يراه، فالله -تبارك وتعالى- يقطع دابر الشر، ويؤدب أهل الإيمان بما ينزه المجتمعات عن الفواحش ومقارفتها، ومواقعة ما لا يليق، وذلك لأن الطرْف رائد للقلب، فإذا وقع بصره على شيء لربما يعلق ذلك في قلبه فيتمكن منه فيفسد ذلك القلب، ثم بعد ذلك لما كان القلب مَلِكاً للجوارح فإن القلب يتحرك ويأمر، وتشتغل الجوارح وتعمل على تحصيل مشتهيات النفوس، وقوله -تبارك وتعالى-: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ الخطاب هنا موجه لأهل الإيمان لأنهم الذين يقبلون عن الله ، وهذه السورة في تربية أهل الإيمان، والأصوليون من أهل العلم يتكلمون في مثل هذا، وقد يُحتج بها على أن الكفار غير مخاطبين بفروع الشريعة، توجه الخطاب لأهل الإيمان بأنهم الذين يقبلون عن الله ، وقوله: يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ من أهل العلم من يقول: إن "مِن" هنا تبعيضية، وهذا الذي عليه أهل العلم وذلك أن من البصر ما لا يجب غضه! ولذلك فرّق بين الأمر بغض الأبصار، والأمر بحفظ الفروج فقال: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ولم يقل: ويحفظوا من فروجهم، وذلك أن باب غض البصر أوسع من حفظ الفرج، فالإنسان يجوز له أن ينظر إلى ملكوت الله ، وينظر إلى الناس من غير ريبة ولا شهوة، وينظر إلى محارمه فيما يجوز النظر إليه من غير ريبة، ولكن يجب أن يغض بصره عما لا يحل كالنظر إلى المرأة الأجنبية، ثم إن النظر إلى المرأة الأجنبية النبي ﷺ أخبر أن له الأولى وعليه الثانية[5]، ومن هنا قال أكثر أهل العلم: إن "مِن" للتبعيض يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ، فمن البصر مالا يجب غضه، وهذا هو الأقرب والله -تبارك وتعالى- أعلم، وبعضهم يقول: جارة -يعني "مِن"- وهذا بعيد، ومنهم من يقول: إنها للجنس، وليست للتبعيض يعني يغضوا أبصارهم، وبعضهم يقول: لابتداء الغاية، وبعضهم يقول غير ذلك، كالذي يقول: إن الغض بمعنى النقصان، فلان يغض من فلان بمعنى يقلل من شأنه، يغضوا من أبصارهم بمعنى النقص فلا يمتد نظرهم إلى ما حرم الله عليهم، وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ عقّب بالأمر بحفظ الفروج بعد الأمر بغض الأبصار؛ لأن ذلك متسلسل في الطبيعة والعادة، وإنما يعلق القلب بعد نظر البصر غالباً وإلا فالقلب له رسولان "السمع والبصر"، والأعمى يعلق قلبه بالسماع، وقد يعلق قلب غير الأعمى أيضاً بالسماع أولئك الذين يفتنون عن طريق الهاتف، والمحادثات بما يقوم مقام السماع أحياناً بالمسنجر أو نحو هذا، هؤلاء يكون بينهم علاقات وغرام وأشياء ولم يرَ بعينه تلك المرأة، أو هذه المرأة لم ترَ هذا الرجل، فالمقصود أن حفظ الفروج لا يتحقق إلا بحفظ الأبصار وبحفظ فروجهم، والمراد بحفظ الفروج هنا من أهل العلم من يقول: إن المقصود بذلك هو أن تحفظ من مواقعة ما لا يحل: الزنا واللواط -أعزكم الله والسامعين- والسحاق وما شابه ذلك من كل مقارفة محرمة كما قال الله-تبارك وتعالى-: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ [سورة المؤمنون:5-7]، فكل مقارفة محرمة يفرغ فيها الشهوة أو يلتذّ الإنسان بها غير الزوجة، وملك اليمين فإن ذلك يحرم على الإنسان بكل حال، وهذا القول -أنْ تُحفظ الفروج من هذه المقارفات- تدل عليه الآية بعمومها، وقد حمل هذه الآيةَ بعضُ أهل العلم وفسرها بأن المقصود بذلك أن يحفظوا فروجهم عن إبدائها للناظرين وذلك بالستر، وعن نظر الناس إليها، يحفظون فروجهم بسترها وبما يحول بين نظر الناس إليها، وهذا المعنى قال به كثير من المفسرين، وهو اختيار ابن جرير -رحمه الله-، قال بعض السلف: "كل فرج ذكر حفظه بالقرآن فهو من الزنا، إلا هذه الآية"، وهذا قد لا يكون دقيقاً، والأقرب -والله تعالى أعلم- في تفسير الآية: أن حفظ الفروج المأمور به هنا يدخل فيه هذا وهذا، فتُحفظ بالستر، فيحفظ عورته فلا تنكشف، يحفظ عورته من نظر الناس إليها، ويحفظ عورته عن المقارفات المحرمة كالزنا وغيره كل ذلك داخل في معنى الآية، وهذا هو اختيار ابن كثير -رحمه الله-، وسبقه إليه جمع من أهل العلم كالقرطبي، وبهذا قال أيضاً الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، أي حمْلُ الآية على هذا المعنى الأعم خلافاً لمن خصها بواحد منهما كابن جرير الذي يقول: إنه حفظ لها عن الكشف والإظهار، وعن نظر الناس إليها، والله تعالى أعلم.
قوله: ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ أزكى فلا يقع في القلوب ريبة ومرض، ولا ينظر الناس إليهم بريبة, وأيضاً يكون ذلك سبباً لحفظ الفرج، كما أنه يكون سبباً لاشتغال القلب، والجوارح بما هو بصدده من العمل الذي ينفعه ويرفعه في الدنيا والآخرة بخلاف من أطلق بصره؛ لأن قوله:ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ اسم الإشارة هنا يرجع إلى الأمرين "غض الأبصار، وحفظ الفروج"، قل لهم:يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ، وقل لهم: وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ فإن ذلك أزكى لهم، وذلك أن الإنسان إذا أطلق بصره ينظر إلى الغاديات الرائحات وإلى المواقع السيئة، والصور المحرمة أو نحو هذا كما نسمع ممن يبتلون بهذه الأمور, يذهب إلى الأسواق وينظر إلى النساء أو ينظر في قنوات أو غير ذلك يبقى قلبه يتلهب, ولربما أضناه التعب النفسي والبدني، ذلك الذي يجوب الأسواق هنا وهناك حتى يمضي عليه وقت طويل من الليل، فهو يتعب بدنه ويتعب قلبه، و يتشوش فكره، ويتفرق عليه قلبه، وكل نظرة هي سهم يصيب هذا القلب، فيتألم هذا القلب وقد يجرحه ذلك السهم وقد يصيبه في مقتل، فيتفرق عليه قلبه فيشتغل بما لا ينفعه فإن حصّل مطلوبه وقع في الفاحشة والعنت، والمقت، فهذه العاقبة والنهاية التي تذهب بشرفه، وتورثه سخط الله ، وإذا كان الإنسان بعيداً لا ينظر إلى الحرام، ولا تبدو العورات ولا تنكشف فإن القلوب تبقى زكية نظيفة، ويستريح الإنسان، وتهدأ نفسه، وترتفع عنه أرجاس الشيطان، وما يحصل في القلوب من قلق، وما يحصل في النفوس من الاضطرام اضطرام الشهوات، وتهيجها مما يُعطب عليه قُوى البدن وينهكه ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ.
وقوله: إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ، كما قال تعالى:يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ [سورة غافر:19].
وفي الصحيح، عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله ﷺ: كُتِبَ على ابن آدم حَظّه من الزنى، أدرَكَ ذلك لا محالة، فزنى العينين: النظر، وزنى اللسان: النطقُ، وزنى الأذنين: الاستماع، وزنى اليدين: البطش، وزنى الرجلين: الخطى، والنفس تمنّى وتشتهي، والفرج يُصَدِّق ذلك أو يُكذبه[6].
رواه البخاري تعليقًا، ومسلم مسندًا من وجه آخر بنحو ما تقدم.
وقد قال كثير من السلف: إنهم كانوا ينهَون أن يُحدَّ الرجل بَصَره إلى الأمرد.
روي ابن أبي الدنيا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: كل عين باكية يوم القيامة، إلا عيناً غَضّت عن محارم الله، وعينًا سهِرت في سبيل الله، وعينًا يخرج منها مثل رأس الذباب، من خشية الله [7].
على كل حال الحديث فيه ضعف، وابن القيم -رحمه الله تعالى- يقول في قوله:قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ: "فجعل الزكاة بعد غض البصر وحفظ الفرج؛ ولهذا كان غض البصر عن المحارم يوجب ثلاث فوائد عظيمة الخطر جليلة القدر:
إحداها: حلاوة الإيمان ولذّته التي هي أحلى وأطيب وألذ مما صرف بصره عنه وتركه لله تعالى، فإن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، والنفس مولعة بحب النظر إلى الصور الجميلة، والعين رائدة القلب فيبعث رائده لِنَظر ما هناك، فإذا أخبره بحسن المنظور إليه وجماله تحرك اشتياقاً إليه، وكثيراً ما يتعب، ويتعب رسوله ورائده كما قيل:
وكنتَ متى أرسلتَ طرفَك رائدًا | لقلبك يوماً أتعبتك المناظرُُ |
رأيتَ الذي لا كلّه أنت قادرٌ | عليه ولا عن بعضه أنت صابرُ |
فإذا كف الرائد عن الكشف والمطالعة استراح القلب من كلفة الطلب والإرادة, فمن أطلق نظراته دامت حسراته فإن النظر يورد المحبة، فتبدأ علاقة يتعلق بها القلب بالمنظور إليه، ثم تقوى فتصير صبابة ينصب إليه القلب بكليته، ثم تقوى فتصير غراما يلزم القلب كلزوم الغريم الذي لا يفارق غريمه، ثم يقوى فيصير عشقاً، وهو الحب المفرط، ثم يقوى فيصير شغفاً وهو الحب الذي وصل إلى شغاف القلب وداخله، ثم يقوى ويصير تَتَيُّما والتَتَيُّم التعبُّد، ومنه تيّمه الحب إذا عبّده، وتيّم الله أي عبد الله، فيصير العبد عبداً لمن لا يصلح أن يكون عبداً له، وهذا كله جناية النظر، فحينئذ يقع القلب في الأسر فيصير أسيراً بعد أن كان ملِكاً، ومسجوناً بعد أن كان مطلقاً يتظلم من الطرْف ويشكوه، والطرف يقول: أنا رائدك ورسولك وأنت بعثتني، وهذا إنما تبتلى به القلوب الفارغة من حب الله والإخلاص له، فإن القلب لابد له من التعلق بالمحبوب، فإن لم يكن الله وحده محبوبه وإلهه ومعبوده فلابد أن يتعبد قلبه لغيره"[8].صحيح.
- رواه مسلم، كتاب الآداب، باب نظر الفجأة، برقم (2159).
- رواه البخاري، كتاب المظالم، باب أفنية الدور والجلوس فيها والجلوس على الصُّعُدات، برقم (2333)، ومسلم، كتاب اللباس والزينة، باب النهي عن الجلوس في الطرقات وإعطاء الطريق حقه، برقم (2121).
- رواه الطبراني في المعجم الأوسط، برقم (2539)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم (1225).
- رواه أبو داود، كتاب الحمام، باب ما جاء في التعري، برقم (4017)، والترمذي، كتاب الأدب عن رسول الله ﷺ، باب ما جاء في حفظ العورة، برقم (2769)، وابن ماجه، كتاب النكاح، باب التستر عند الجماع، برقم (1920)، وأحمد في المسند، برقم (20034)، وقال محققوه: "إسناده حسن، يحيى بن سعيد: هو القطان، وإسماعيل بن إبراهيم: هو المعروف بابن علية، وبهز: هو ابن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري"، وحسنه الألباني في صحيح الجامع، برقم (203).
- رواه أبو داود، كتاب النكاح، باب فيما يؤمر به من غض البصر، برقم (2149)، وأحمد في المسند، برقم (1373)، وقال محققوه: حسن لغيره، وحسنه الألباني في صحيح الجامع، برقم (7953).
- رواه البخاري، كتاب القدر، باب {وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون} [الأنبياء:95]، برقم (6238)، ومسلم، كتاب القدر، باب قُدر على ابن آدم حظه من الزنى وغيره، برقم (2657).
- ذكره أبو نعيم في حلية الأولياء (3/163)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع برقم (4243).
- إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان، لابن القيم (1/47)، تحقيق: محمد حامد الفقي.