قوله: أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ اتخاذ الإله: يعني اتخذ هواه إلهه، بمعنى: أنه صار الهوى متبوعاً، فإذا كان الهوى هو قائده هو تابع له فهو بهذا الاعتبار قد اتخذه إلهاً من دون الله - تبارك وتعالى -؛ ولهذا قال من قال من السلف بأن الهوى إله يعبد، فهو المحرك للإنسان، والدافع له على الفعل أو الترك، إنما يفعل أو يترك اتباعاً لهواه، وهذه هي العبادة، فما يمليه عليه الهوى يبادر إلى فعله، وينكف عما مال عنه هواه أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً تكون عليه وكيلاً يعني تمنعه من ذلك، وتحمله على الإيمان، فإن ذلك ليس إليك إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء [سورة القصص:56].