"ثم ذكر أن ليلهم خير ليل فقال تعالى: وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا أي: في طاعته، وعبادته كما قال تعالى: كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [سورة الذاريات:17-18]، وقوله: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ.. [سورة السجدة:16] الآية، وقال تعالى: أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ.. الآية [سورة الزمر:9]؛ ولهذا قال تعالى: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا أي: ملازماً دائماً؛ ولهذا قال الحسن في قوله: إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا كل شيء يصيب ابن آدم ويزول عنه فليس بغرام، وإنما الغرام الملازم ما دامت السماوات، والأرض، وكذا قال سليمان التيمي، إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا أي: بئس المنزل منظراً، وبئس المقيل مقامًا".".
بمعنى أنها ملازمة الغريم لغريمه، فلا يفتر عنهم العذاب، ولا يخرجون من النار.