وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى لتأخذ، يؤخذ عليك فتلقّاه، وتأخذه، تُلقى القرآن تُحفظ، تُعلم، هذه عبارات أهل العلم بتفسيرها، وإنك لتلقى القرآن، ولا يتلقاه من بشر، وإنما يتلقاه من الحكيم العليم الذي يعلم مصالح الخلق، ويضع الأمور في مواضعها، ويوقعها في مواقعها".
قوله في تفسير العليم والحكيم: أي حكيم في أمره ونهيه، لا شك أن الحكيم أعم من هذا في تدبيره، وتقديره وما إلى ذلك، ولكن أهل العلم كثيراً ما يفسرون الآية - أو بعضها، أو اللفظة - ببعض معناها مما يتصل بالموضع الذي يفسرونه مما يرتبط السياق، الحافظ ابن كثير - رحمه الله - ما يخفى عليه أن الحكيم أوسع معنى مما ذكر، لكن هنا في مقام التنزيل تنزيل الوحي، والتشريع؛ تأتي قضية الأمر، والنهي، وليس المقام مقام الحديث عن أقدار الله - تبارك وتعالى -، وتصريفه لهذا الكون كأمور الخلق وما شابه ذلك، ليس هذا هو المراد، فمثل هذا ينبغي أن يراعى في كلام المفسرين، وكثيراً ما تجد المعنى يُحصر على بعضه مراعاة للسياق، ولذلك تجد هذا كثيراً في تفسير الأسماء الحسنى في أواخر الآيات.