من أهل العلم من قال في قوله - تبارك وتعالى -: أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ: أي في الدنيا، والذي حمله على هذا هو أن الله قال بعده: وَهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأخْسَرُونَ فهم في الدنيا لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ، وَهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأخْسَرُونَ وهذا لا ضرورة إليه، والذي عليه عامة المفسرين أن ذلك في الدنيا، والآخرة، وليس فيه تكرار مع ما بعده؛ لأنه - تبارك وتعالى - في الأولى بيَّن أن لهم في الآخرة سوء العذاب، وفي الثانية بيَّن أنهم أخسر الناس، وأبخسهم؛ للظن في الآخرة، وهذا المعنى لا يؤديه قوله - تبارك وتعالى - قبله أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ في الأولى بيَّن عاقبتهم من حيث العذاب، وفي الثانية بيَّن أنهم أخسر الناس.