قوله - تبارك وتعالى -: زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ أي أن الله - تبارك وتعالى - حسّن لهم ما هم فيه فأُشربته قلوبهم، وصاروا على هذه الحال إلى أن فارقوا الدنيا، وشواهد هذا من القرآن كثيرة، ولا حاجة إلى التكلف في حمل الآية على معانٍ بعيدة متكلفة، وقوله - تبارك وتعالى -: فَهُمْ يَعْمَهُونَ يعني يتحيرون، ويترددون، ويسيرون على غير اهتداء، وقول الحافظ ابن كثير - رحمه الله -: "يتيهون في ضلالهم" هذا المعنى صحيح، وداخل في معنى العمه: الذي يسير على غير اهتداء تائه، متحير، متردد؛ لا يعرف الطريق التي ينبغي أن يسلكها.