الإثنين 04 / محرّم / 1447 - 30 / يونيو 2025
إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِٱلْءَاخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَٰلَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أي: يكذبون بها، ويستبعدون وقوعها زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ أي: حَسّناً لهم ما هم فيه، ومددنا لهم في غَيهم فهم يَتيهون في ضلالهم، وكان هذا جزاء على ما كذبوا به من الدار الآخرة كما قال تعالى: وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ [سورة الأنعام:110]".

قوله - تبارك وتعالى -: زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ أي أن الله - تبارك وتعالى - حسّن لهم ما هم فيه فأُشربته قلوبهم، وصاروا على هذه الحال إلى أن فارقوا الدنيا، وشواهد هذا من القرآن كثيرة، ولا حاجة إلى التكلف في حمل الآية على معانٍ بعيدة متكلفة، وقوله - تبارك وتعالى -: فَهُمْ يَعْمَهُونَ يعني يتحيرون، ويترددون، ويسيرون على غير اهتداء، وقول الحافظ ابن كثير - رحمه الله -: "يتيهون في ضلالهم" هذا المعنى صحيح، وداخل في معنى العمه: الذي يسير على غير اهتداء تائه، متحير، متردد؛ لا يعرف الطريق التي ينبغي أن يسلكها.