"إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ [سورة النمل:76-81].
يقول تعالى مخبرًا عن كتابه العزيز، وما اشتمل عليه من الهدى، والبينات، والفرقان: إنه يقص على بني إسرائيل - وهم حملة التوراة، والإنجيل - أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ كاختلافهم في عيسى، وتباينهم فيه، فاليهود افتروا، والنصارى غَلَوا فجاء إليهم القرآن بالقول الوسط الحق العدل: أنه عبد من عباد الله، وأنبيائه، ورسله الكرام - عليه أفضل الصلاة والسلام - كما قال تعالى: ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ [سورة مريم:34].