"وقوله: وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ أي: مَنْ لقي الله مسيئًا لا حسنة له، أو قد رجحت سيئاته على حسناته؛ كل بحسبه؛ ولهذا قال: هَلْ تُجْزَوْنَ إِلا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ".
وبعض أهل العلم نقل الإجماع على أن المراد بالسيئة هنا هي الشرك، وهذا هو الأقرب - والله تعالى أعلم -، وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ هو أولى من أن يقال: رجحت سيئاته على حسناته، فهنا قابل حسنة بسيئة، و ذكر جزاء الحسنة وجزاء السيئة، مما ظاهره - والله تعالى أعلم - أن الحسنة هي الإيمان، والسيئة هي الشرك وهذا - كما سبق - نقل عليه بعضهم الإجماع، وقوله - تبارك وتعالى -: هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ بعضهم يقول: القائل هم خزنة جهنم، والله أعلم بذلك، لكنه يقال لهم: هذا تقوله لهم الملائكة، أو غير ذلك، والعلم عند الله .