الأربعاء 21 / ذو الحجة / 1446 - 18 / يونيو 2025
وَقُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ ءَايَٰتِهِۦ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا أي: لله الحمد الذي لا يعذب أحدًا إلا بعد قيام الحجة عليه، والإعذار إليه؛ ولهذا قال: سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا كما قال تعالى: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ [سورة فصلت:53].

سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا فسره بقوله: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ فتعرفونها: يعني أنها حق، وإن ما جاء به الرسول ﷺ حق، فهي آيات دالة على صدقه، وصدق ما جاء به أنه رسول من عند الله - تبارك وتعالى -، يؤيد بالآيات الكونية، والآيات الشرعية، ويؤيد بالآيات التي تكون في الآفاق، والأنفس.

"وقوله: وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ أي: بل هو شهيد على كل شيء.

وقد ذكر عن الإمام أحمد - رحمه الله - أنه كان ينشد هذين البيتين، إما له أو لغيره:

إذَا مَا خَلَوتَ الدهْرَ يَومًا فَلا تَقُل خَلَوتُ وَلكنْ قُل عَليّ رَقيبُ
وَلا تَحْسَبَنّ الله يَغْفُل ساعةً وَلا أنّ مَا يُخْفَى عليه يَغيبُ

آخر تفسير سورة النمل، ولله الحمد والمنة".