الثلاثاء 20 / ذو الحجة / 1446 - 17 / يونيو 2025
وَأَنْ أَتْلُوَا۟ ٱلْقُرْءَانَ ۖ فَمَنِ ٱهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِى لِنَفْسِهِۦ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلْمُنذِرِينَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"وقوله: وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ أي: على الناس أبلغهم إياه، كقوله: ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ [سورة آل عمران:58]، وكقوله: نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [سورة القصص:3] أي: أنا مبلغ ومنذر".

قوله: وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ هنا حمله على تلاوة البلاغ، أن أتلوَ القران على الناس تبليغاً له، ويدخل فيه التلاوة تعبداً، فيؤخذ من عموم الآية هذا المعنى اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ [سورة العنكبوت:45] فيدخل في ذلك قراءة القرآن على سبيل التعبد، وللتدبر، والعمل، والامتثال، فيحتج بمثل هذه الآيات على أن تلاوة القرآن مطلوبة من المكلفين.

"فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ أي: لي أسوة بالرسل الذين أنذروا قومهم، وقاموا بما عليهم من أداء الرسالة إليهم، وخَلَصُوا من عهدتهم، وحساب أممهم على الله كقوله تعالى: فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ [سورة الرعد:40]، وقال: إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ [سورة هود: 12]".