قوله - تبارك وتعالى -: لَهُ الْحَمْدُ فِي الأولَى وَالآخِرَةِ يعني: أنه محمود في الدنيا، وهو محمود في الآخرة، له الحكم، قدم المعمول على عامله في إفادة الحصر والاختصاص، يعني: له الحكم وحده دون ما سواه، وهذا الحكم يشمل الحكم القدري الكوني، وهذا المناسب هنا للسياق لقوله: وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ، ويدخل فيه أيضاً الحكم الشرعي لأن الله - تبارك وتعالى - هو الذي يحكم، ويشرع، وليس ذلك لأحد من المخلوقين. أمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ [سورة الشورى:21]، وقال: وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا [سورة الكهف:26] في أوائل الكهف، فهذا في الإشراك في حكمه على سبيل النفي، والخبر، وعلى سبيل النهي في آخرها وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا [سورة الكهف:110].