قوله: "يعني رسولا" كما قال الله : فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا [سورة النساء:41] فهذا مما يفسر بالقرآن، والنبي ﷺ فهم هذا وبكى - عليه الصلاة والسلام - لما قرأها عليه ابن مسعود [1]، فالشهيد هنا يفسر بالرسول، وهذا الذي اختاره ابن جرير - رحمه الله -، وبعضهم يقول: الشهيد يعني المقصود به العُدول من كل أمة يشهدون، وهنا في هذا المقام - والله تعالى أعلم - مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ فهو واحد يشهد عليهم وهو رسولهم، وإن كانت هذه الأمة شاهدة على سائر الأمم، وأيضاً: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا [سورة البقرة:143] فالرسل يشهدون على أقوامهم.
- إشارة إلى حديث ابن مسعود في الصحيحين أن النبي ﷺ قال له: اقرأ عليّ القرآن، قلت - أي ابن مسعود -: آقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: إني أحب أن أسمعه من غيري، رواه البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب من أحب أن يسمع القرآن من غيره، برقم (4762)، واللفظ له، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل استماع القرآن وطلب القراءة من حافظ للاستماع والبكاء عند القراءة والتدبر، برقم (800).