الأربعاء 02 / ذو القعدة / 1446 - 30 / أبريل 2025
وَلِلَّهِ مَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ ۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلْأُمُورُ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"ثم قال تعالى: تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ [سورة آل عمران:108] أي هذه آيات الله، وحججه، وبيناته؛ نتلوها عليك يا محمد بِالْحَقِّ أي: نكشف ما الأمر عليه في الدنيا والآخرة.
وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ [سورة آل عمران:108] أي: ليس بظالم لهم بل هو الحكم العدل الذي لا يجور، لأنه القادر على كل شيء، العالم بكل شيء، فلا يحتاج مع ذلك إلى أن يظلم أحداً من خلقه، ولهذا قال تعالى: وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ [سورة آل عمران:109] أي: الجميع ملك له، وعبيد له، وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ [سورة آل عمران:109] أي: هو المتصرف في الدنيا والآخرة، الحاكم في الدنيا والآخرة".

في قوله تعالى في الآية السابقة: وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ [سورة آل عمران:109]، الله - تبارك وتعالى - ذكر جزاء الذين اسودت وجوههم، وجزاء الذين ابيضت وجوههم قال تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ۝ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [سورة آل عمران:106-107] فالله حينما عذب هؤلاء، ونعَّم هؤلاء؛ لم يكن ظالماً لهم، بل له ما في السماوات، وما في الأرض، فالخلق كلهم عبيده، فلم يكن ذلك التعذيب لنقص في ملكه، بل ملكه تام، ويجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته.