الأربعاء 21 / ذو الحجة / 1446 - 18 / يونيو 2025
وَٱتَّقُوا۟ ٱلنَّارَ ٱلَّتِىٓ أُعِدَّتْ لِلْكَٰفِرِينَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"وأمر تعالى عباده بالتقوى لعلهم يفلحون في الأولى والأخرى، ثم توعدهم بالنار، وحذرهم منها، فقال تعالى: وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ۝ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [سورة آل عمران:131-132]".

يقول تعالى: وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [سورة البقرة:189]، ولفظة "لعل" إما أن تحمل على التعليل، وإما أن تحمل على معنى الترجي، ومعلوم أن الله لا يحصل منه الترجي؛ لأن الترجي إنما يقع ممن لا يعلم عواقب الأشياء، لكنه يترجى وقوع الشيء ولا يدري هل يقع أم لا يقع.
وإذا فسرت "لعل" بأنها للترجي في مثل هذه الآية فيكون ذلك باعتبار حال المخاطب، يعني على رجائكم، فقوله تعالى مثلاً: فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [سورة طه:44] يعني على رجائكما يا موسى وهارون - عليهما الصلاة والسلام -.