الثلاثاء 01 / ذو القعدة / 1446 - 29 / أبريل 2025
وَلَئِن مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى ٱللَّهِ تُحْشَرُونَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

"ثم أخبر تعالى بأن كل من مات، أو قتل؛ فمصيره ومرجعه إلى الله فيجزيه بعمله إن خيراً فخير، وإن شراً فشر فقال تعالى: وَلَئِن مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى الله تُحْشَرُونَ [سورة آل عمران:158]".

في قوله تعالى: وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ المتبادر أن المراد بقوله: أَوْ مُتُّمْ - والله تعالى أعلم - أي متم في سبيل الله، يعني من خرج غازياً فلم يقتل في المعركة، ولكنه مات لسبب أو لآخر، إما أنه مرض، أو سقط، أو أنه أصيب في المعركة لكنه لم يمت فيها؛ ثم بعد ذلك سرت جراحته، ثم بعد ذلك مات، فهذا لا يكون شهيد معركة، فمثل هؤلاء جميعاً يقول الله فيهم: لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ [سورة آل عمران:157].
كما أن الآية تحتمل شيئاً آخر وهو اعتبار الأمرين المذكورين في قوله: إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى [سورة آل عمران:156] فإذا ضربوا في الأرض بأن سافروا للتجارة أو نحو ذلك وماتوا، أو كانوا غزَّىً فقتلوا؛ فمغفرة الله ورحمته خير مما يجمعون، وفي القراءة الأخرى: خير مما تجمعون وتنكير المغفرة هنا يدل على عظمتها.

مرات الإستماع: 0

"وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ [آل عمران:157] الآية، إخبار أن مغفرة الله، ورحمته لهم، إذا قُتلوا، وماتوا في سبيل الله، خير لهم مما يجمعون من الدنيا وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ [آل عمران:158] الآية، إخبارٌ أن من مات أو قُتل، فإنه يحشر إلى الله.