الإذن في قوله تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللّهِ [سورة آل عمران:166] هو الإذن الكوني القدري قطعاً؛ لأن الله لا يحب الكافرين، ولا يحب ظهورهم على أهل الإيمان، وإنما لحكمة قد يديل الكفار على المسلمين، وينزل بالمسلمين ما ينزل من المكاره، والمصائب، وغلبة العدو وما أشبه ذلك، فهذه إرادة كونية لا تقتضي المحبة، وإنما التي تقتضي المحبة هي الإرادة الشرعية، فقوله: فَبِإِذْنِ اللّهِ يعني كوناً وقدراً حيث خلى بينكم وبين عدوكم فغُلبتم؛ لأنه لا يقع في حكم الله إلا ما يريد، ولو شاء لم يحصل ذلك.
المقصود بعلم الله في نظائر هذا هو علم تحقق الوقوع الذي يبنى عليه الجزاء، فالله يعلم المؤمنين من المنافقين ليجازي كلاً بعمله.