الأربعاء 16 / ذو القعدة / 1446 - 14 / مايو 2025
شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلْمَلَٰٓئِكَةُ وَأُو۟لُوا۟ ٱلْعِلْمِ قَآئِمًۢا بِٱلْقِسْطِ ۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي مجالس في تدبر القرآن الكريم
مرات الإستماع: 0

"قوله تعالى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ۝ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ ۝ فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ [سورة آل عمران:18-20].
شهد تعالى، وكفى به شهيداً، وهو أصدق الشاهدين، وأعدلهم، وأصدق القائلين: أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ: أي المتفرد بالإلهية لجميع الخلائق، وأن الجميع عبيده، وخلقه، والفقراء إليه، وهو الغني عن ما سواه، كما قال تعالى: لَّكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ الآية [سورة النساء:166]، ثم قرن شهادة ملائكته، وأولي العلم بشهادته، فقال: شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ [سورة آل عمران:18]، وهذه خصوصية عظيمة للعلماء في هذا المقام".

فقوله - تبارك، وتعالى - هاهنا: شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ، هذه الشهادة عبارات السلف في تفسير معناها تدور على الإعلام، والبيان، والإخبار، والحكم، والقضاء، هذه مجمل الألفاظ الواردة عنهم في تفسيرها.
والحافظ ابن القيم - رحمه الله - أطال في الكلام على هذه الجملة، وذكر أن هذه المعاني التي ذكرها السلف -  - لا تخرج عن معناها، وأنها من جملة مراتبها؛ وذلك أن الشهادة لا بد فيها من العلم بالمشهود به؛ فإن الشاهد لا بد أن يكون عالماً بمضمون شهادته، وإلا فإن الشهادة بجهل فيما يشهد به لا تصح، فهذا أمر لا بد منه، ثم أيضاً التكلم بذلك، فإذا تكلم به، وإن لم ينطق بلفظ الشهادة فقد شهد، والله قال عن أولئك الذين جعلوا الملائكة إناثاً: سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ [سورة الزخرف:19] فعدها شهادة مع أنهم لم ينطقوا بلفظ الشهادة، وهذا كثير في القرآن، فمن تكلم بشيء فقد شهد به، وكذلك أيضاً إذا أخبر به غيره، أعلم به غيره فقد شهد، والله أخبر عن توحيده، عن اتصافه بصفات الكمال إلى غير ذلك مما أخبر الله عنه مما يتصل بهذا المعنى، فهذه شهادة حيث أخبرهم بقوله، وأخبرهم بفعله، فإن أفعال الله تدل على كماله، ووحدانيته، وعدله، كما أن الله - تبارك، وتعالى - نصب في هذا الكون الذي نشاهده من دلائل التوحيد ما لا يخفى، ثم إن إخباره - تبارك، وتعالى - أيضاً بأنه لا إله إلا هو، في هذا المقام يقتضي الحكم بذلك، بل هو حكم بذلك، كما أنه يقتضي الإلزام، أي إلزام المكلفين بهذه الكلمة، وبمقتضياتها، فهو حكم منه - تبارك، وتعالى -، وإلزام.
فالحافظ ابن القيم - رحمه الله - يرى أن هذه الأمور جميعاً تدخل فيها، فهي من مراتبها العلم، والتكلم، والإخبار، والبيان، والحكم، والإلزام، وأطال في الكلام على هذا المعنى جداً، لكن هذا محصلته، وخلاصته.
في قوله تعالى: شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ [سورة آل عمران:18] يقول المفسر: "ثم قرن شهادة ملائكته، وأولي العلم بشهادته، فقال: شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ، وهذه خصوصية عظيمة للعلماء في هذا المقام": وذلك أن الله اعتبر شهادتهم، وذكرها، هذا من وجه، وذكرها أيضاً مع شهادته، وشهادة ملائكة، وأيضاً من جهة أن الله عبر عن ذلك عن شهادته، وشهادة ملائكة، وشهادة أهل العلم بفعل واحد فهو قال: شَهِدَ اللّهُ ثم ذكر هذه الشهادات بعده، ولم بقل: شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ثم، وشهد الملائكة، وشهد أولو العلم مثلاً، وإنما عبر بفعل واحد فأدخل فيه هذه الشهادات الثلاث.
ومن أوجه كونها خصوصية عظيمة للعلماء أيضاً عِظم هذه الشهادة التي استشهدهم عليها فدل ذلك على مكانتهم، ومنزلتهم، ثم أيضاً الاختصاص، فقد اختصهم الله من بين الخلق، وبالتالي لا يشكل على ذلك أن الله لم يذكر الرسل، والأنبياء هنا، وإنما ذكر أهل العلم، فإن الرسل - عليهم الصلاة، والسلام - هم من أولى من يوصف بذلك.
ثم إن ذكر أهل العلم فيه إشارة إلى المعنى الذي من أجله حصل هذا الاعتبار لهم، وهو وصف العلم، ولا شك أن هذا من أعظم المطالب في الشهادة.
وعلى كل حال فإن الوجوه التي يمكن أن تستخرج مما يدخل تحت هذا المعنى في قوله: "وهذه خصوصية عظيمة لأهل العلم": يدخل فيه ما ذكرت، ويدخل فيه غيره مما يمكن أن يستخرج من هذا المعنى. 
"قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ أي: هو في جميع الأحوال كذلك".
قوله: قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ هذه منصوبة على الحال، لكن ما هو موضعها الذي تتعلق به من هذه الآية: شَهِدَ اللّهُ ؟
من أهل العلم من يقول: إنها تتصل بلفظ الجلالة، فيكون المعنى: شهد الله حال قيامه بالقسط أنه لا إله إلا هو، فهو - تبارك، وتعالى - مقسط عادل في حكمه بهذه الشهادة التي هي أعظم شهادة على أجل مشهود به، وقد جعل الله لها أحكاماً، وتؤثر أموراً انقسم الخليقة بها إلى قسمين، ومن أجلها وجدت الجنة، والنار، ومن أجلها قرَّب أقواماً، وأبعد آخرين، وأعزَّ أقواماً، وأذلَّ آخرين، ومن أجلها أثاب، ومن  أجلها عذب، إلى غير ذلك من أحكامه العادلة التي تتفرع عن هذه الشهادة، وتتصل بها، فالله شهد حال قيامه بالعدل، وبالقسط أنه لا إله إلا هو.
والمعنى الثاني: أن ذلك يتصل بما بعد إلا من قوله: شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ [سورة آل عمران:18]، فتكون متصلة بالضمير المنفصل، فيكون المعنى: لا إله إلا هو حال كونه قائماً بالقسط.
 وهذا المعنى الثاني هو الذي اختاره الشيخ تقي الدين ابن تيمية - رحمه الله -، وبه قال جمع كثير من أهل العلم، فتكون شهادة الملائكة، وشهادة أهل العلم بهذا الاعتبار متضمنة لهذين الأمرين، أي تكون الشهادة واقعة على وحدانية - سبحانه، وتعالى -، وعلى قيامه بالقسط، أما على المعنى الأول، فإن هذه الشهادة لأهل العلم، وأنه لا إله إلا هو تكون واقعة على الوحدانية فقط؛ لأن المعنى الأول: شهد الله حال قيامه بالقسط أنه لا إله إلا هو، وأما المعنى الثاني: شهد الله، وشهد الملائكة، وشهد أولو العلم بأنه لا إله إلا هو، والحال أنه قائم بالقسط، فهم يشهدون على هذا، وعلى هذا.
وشهادة أهل العلم تكون بعلمهم، ومعرفتهم، وتكون أيضاً باعتقادهم، وإقرارهم، وتكون أيضاً ببيانهم، ودعائهم إلى هذه الشهادة، وعملهم بها، فكل هذا يدخل في هذه الشهادة؛ لأن من أهل العلم من يقول: إن شهادة أهل العلم بمعرفتهم أي أنهم عرفوا ذلك، ومنهم من يقول: هو إخبارهم به، وإعلامهم بذلك، والصحيح أن هذا كله داخل فيه، فإن حكمهم بهذا، واعتقادهم به مبني على العلم، والمعرفة، مع إخبارهم أيضاً، وإعلامهم غيرهم بذلك، فهم يعلمون الناس، ويخبرونهم، ويدعونهم إلى هذا، ويعملون بمقتضاها، فكل هذا من شهادتهم، والناس يتفاوتون في تحقيق هذا المعنى على قدر ما حققوا من هذه الأمور، - والله تعالى أعلم -.
ومعنى قوله: قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ [سورة آل عمران:18] أي قائماً بالعدل في أقواله، وأفعاله، وأحكامه.
لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ تأكيد لما سبق.
يقول: " لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ تأكيد لما سبق": والقاعدة: أن التأسيس مقدم على التوكيد، فالله يقول: شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ [سورة آل عمران:18]، ثم قال بعده: لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فهو ذكرها مرتين، فالحافظ ابن كثير - رحمه الله - يقول: إن هذا من قبيل التوكيد، أي أعاده للتأكيد.
ومن السلف من يقول غير ذلك، فمنهم من يقول: إن الأولى، وهو قوله: شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يقول: هذا وصف له - تبارك، وتعالى - بالتوحيد، والثانية: لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يقول: هذا تعليم من الله لخلقه أن يقولوا ذلك، أي أنه وصف نفسه بالوحدانية، ثم علم خلقه كيف يقولون، فلا يكون ذلك من قبيل التوكيد.
ومن المسائل التي تشبه هذه المسألة كلام أهل العلم في قوله - تبارك، وتعالى في سورة البقرة - مثلاً -: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا [سورة البقرة:126] مع قوله في الآية الأخرى في سورة إبراهيم: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا [سورة إبراهيم:35]، فالفرق بين الموضعين كما يقول بعض أهل العلم أنه في الموضع الأول قال: اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا؛ لأنه كان في مقام يدعو فيه ربه أن يوجد هذا البلد قبل وجوده أي أن هذا الدعاء كان قبل بناء البيت، أي فهو دعا الله أن يوجد بلداً آمناً، فلما بنيت الكعبة، وصارت موجودة دعا ربه أن يجعل هذا البيت الموجود آمناً فقال: رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا  [سورة إبراهيم:35].
ومن أمثلة ذلك أيضاً قوله - تبارك، وتعالى -: وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا [سورة الفتح:2] مع قوله تعالى: اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ [سورة الفاتحة:6]، فمن أهل العلم من يقول: إنه أخبره أنه سيهديه صراطاً مستقيماً، فلما عرف ذلك دعا ربه أن يهديه إلى هذا الصراط الذي أخبره الله عنه، وعرفه فقال: اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ [سورة الفاتحة:6]، والفرق بين المعنيين واضح. 
فالحاصل أن قوله - تبارك، وتعالى -: لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ [سورة آل عمران:18] يحتمل ما ذكره ابن كثير من أنه للتأكيد، ويحتمل أن يكون قوله: شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ [سورة آل عمران:18]، إخبار عن شهادته بالتوحيد، وشهادة الملائكة، وشهادة أهل العلم، وتكون لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الثانية إخبار عن توحيده - سبحانه، وتعالى -، والفرق بين المعنيين أيضاً واضح، وعلى هذا المعنى تكون الثانية مؤسسة لمعنىً جديد، وليست مؤكدة، ولا شك أن هذا هو الأولى، والقولان لهما وجه قريب من النظر، - والله تعالى أعلم -.
"الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [سورة آل عمران:18] العزيز الذي لا يرام جنابه عظمة، وكبرياء، الحكيم في أقواله، وأفعاله، وشرعه، وقدره". 

مرات الإستماع: 0

"شَهِدَ اللَّهُ [آل عمران:18] الآية، شهادةٌ من الله سبحانه لنفسه بالوحدانية، وقيل معناها: إعلامه لعباده بذلك".

ذكر الحافظ ابن القيم - رحمه الله -: أن عبارات السلف تدور في شَهِدَ على الحكم، والقضاء، والإعلام، والبيان، والإخبار[1].

والكلام الذي تجدونه في شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز، هو في الواقع منقول إما من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية، أو من كلام الحافظ ابن القيم، لكنه لا يصرح بذلك لسبب - والله تعالى أعلم -.

فهذه الألفاظ التي يذكرها السلف يفسرون به الشهادة، وذكر الحافظ ابن القيم - رحمه الله - أن هذه حق، وأنه لا منافاة بينها، وأنها ملتئمة، ووجه ذلك بأن الشهادة تتضمن كلام الشاهد، وخبره، وقوله، وتتضمن إعلامه، وإخباره، وبيانه، فهو حينما يشهد فمعنى ذلك أنه يخبر، ويتكلم، أليس كذلك؟ ويُعلم غيره بهذه الشهادة، أما لو أبقاها مع نفسه لم يكن شاهدًا، والبيان أيضًا، فذكر أن لها أربع مراتب:

المرتبة الأولى: العلم، والمعرفة، والاعتقاد لصحة المشهود به، وثبوته.

الثاني: أن يتكلم بذلك، وينطق به، وإن لم يُعْلم به غيره.

ثالثها: أن يُعْلم غيره بما شهد به، ويخبره به، ويبينه له.

الرابع: أن يلزمه بمضمونها، ويأمره به، يقول: فشهادة الله لنفسه بالوحدانية، والقيام بالقسط، تتضمن هذه المراتب الأربعة شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ [2].

وهذا من أجمع ما قيل فيها، ويلتئم بذلك ما ذكره السلف من العبارات في تفسير هذه الشهادة في قوله: شَهِدَ.

"وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ عطفٌ على اسم الله، أي هم شهداء بالوحدانية، ويعني بأولي العلم: العارفين بالله، الذين يقيمون البراهين على وحدانيته".

يكفي أن يُقال: بأن أولي العلم؛ هم العالمون بالله - تبارك، وتعالى - وشرعه، ووحيه، ولا حاجة لبعض العبارات، والزيادات على هذا، كقوله: "العارفين بالله" فهذه عبارة صحيحة، لكن يستعملها الصوفية لمعنًى عندهم غير صحيح، فهم لا يقولون لكل عالمٍ بأنه من العارفين بالله، وقد يقولونها لمن ليس بعالم، فنحن لا نستعمل العبارات الموهمة، ليس لأن الصوفية استعملوها، فإذا قالوا حقًّا فإننا نقر به، ولا نرد الحق؛ لأنه تكلم به من يكون منحرفًا، ولكنهم حينما يطلقون مثل هذه العبارة قد يقصدون بها موصوفين قد لا يكونون من أهل العلم.

يقول: "الذين يقيمون البراهين على وحدانيته" ومثل هذا أيضًا لا حاجة إليه، فأولو العلم هم العلماء، وأجلُّ العلم: العلم بالله  وأسمائه، وصفاته، كما وصف نفسه، ووصفه به رسوله ﷺ في كتابه، وسنة نبيه ﷺ من غير تحريف، ولا تمثيل، ولا تكييف، ولا تعطيل، وهم العالمون بشرعه، ووحيه، الكتاب، والسنة، ومعاني ذلك، فهذا هو العلم الصحيح، وليس التخليط، وما يصدرُ عن أهله من عبارات تحتاج إلى توجيه، ومحامل قد يعسرُ توجيهها - والله المستعان -.

"قَائِمًا منصوبٌ على الحال من اسم الله، أو من هو، أو منصوبٌ على المدح".

"قَائِمًا منصوبٌ على الحال من اسم الله" شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ فيكون شَهِدَ اللَّهُ فاللهُ: فاعل، فيكون على هذا منصوبٌ على الحال، فهو حالٌ من الفاعل، والعامل فيه: معنى الفعل، والمعنى: شهد الله حال قيامه بالقسط قولًا، وفعلًا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فالعامل في الحال على هذا شَهِدَ حالٌ من الفاعل، والعامل فيه: شَهِدَ شَهِدَ اللَّهُقَائِمًا بِالْقِسْطِ أو حال قيامه بالقسط.

يقول: "أو من هو" فيكون العامل في الحال معنى الجملة، أي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَقَائِمًا بِالْقِسْطِ كما يُقال: "لا إله إلا هو وحده" أو لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ حال كونه قَائِمًا بِالْقِسْطِ وكلا المعنيين صحيح، ويكون المعنى على أحدها من الضمير، يعني: لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ قَائِمًا بِالْقِسْطِ أي: هو وحده الإله قائمًا بالقسط، كما يُقال: أشهد ألا إله إلا الله، إلهًا واحدًا أحدًا صمدًا، فهذا وجه، وهذا يتضمن أن الملائكة، وأولي العلم يشهدون له، مع أنه لا إله إلا هو، وأنه قائمٌ بالقسط، وهذا المعنى رجحه بعض المحققين، كشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وشهادة أهل العلم تتضمن: العلم، والعمل، والإقرار، والدعوة، والتعليم.

"بِالْقِسْطِ: بالعدل".

يعني يلي العدل بين خلقه، ويراعيه، ويحفظه قَائِمًا بِالْقِسْطِ يُقال: قام بهذا الأمر يعني: أجراه على الاستقامة في جميع الأمور.

"لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إنما كرر التهليل لوجهين:

أحدهما: أنه ذكر أولًا الشهادة بالوحدانية، ثم ذكرها ثانيًا بعد ثبوتها بالشهادة المتقدمة.

والآخر: أن ذلك تعليمٌ لعباده ليكثروا من قولها".

يعني هنا توجيه لتكرار لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ومعلومٌ أنه لا يوجد في القرآن تكرارٌ محض، يعني حتى في قوله - تبارك، وتعالى -: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن:13] فإن ذلك يرجع إلى ما قبله في كل موضع، يعني المذكور قبله مباشرة، وهكذا قوله - تبارك، وتعالى -: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ۝ لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ [الكافرون:1 - 2] يعني في الحال وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ [الكافرون:3] في الحال، لستم مقيمين على عبادة الله وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدتُّمْ [الكافرون:4] في المستقبل؛ لن أتحول إلى دينكم وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ [الكافرون:5] يعني في المستقبل، وبعض أهل العلم عكس المعنى.

المقصود أنهم يتفقون أن ذلك ليس من قبيل التكرار، وهنا يوجه سبب تكرر الشهادة: 

التوجيه الأول: أنه ذكر أولًا الشهادة بالوحدانية شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ثم ذكرها ثانيًا بعد ثبوتها بالشهادة المتقدمة، يعني أنه أولًا ذكرها على سبيل الشهادة، فلما ثبتت ذكرها على أنها أمرٌ متقرر،، والآخر: أن هذا تعليمٌ لعباده؛ ليكثروا من قولها، يعني باعتبار أن الأولى: وصف، وتوحيد شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ والثانية: تعليم، يعني قولوا، والأحسن أن يقال: إن الأول: يخبر عن شهادته، وفي الثاني: يخبر عن نفس التوحيد، فصار الفرق بين الموضعين: أن الموضع الأول: إخبارٌ عن الشهادة، والثاني: إخبارٌ عن التوحيد نفسه - والله أعلم -. 

  1. التفسير القيم = تفسير القرآن الكريم لابن القيم (ص:177).
  2. المصدر السابق.

مرات الإستماع: 0

يقول الله -تبارك وتعالى-: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران:18].

فهذه شهادة من الله -تبارك وتعالى- أنه المتفرد بالوحدانية، وأنه الإله الواحد ، وتقدست أسماؤه، وقرن -تبارك وتعالى- بشهادته شهادة الملائكة، وشهادة أهل العلم؛ وذلك على أجل مشهود عليه، وهو التوحيد، وقيامه بالقسط والعدل، لا إله إلا هو العزيز، لا معبود بحق سواه، العزيز الذي لا يمتنع عليه شيء أراده، وهو الحكيم ذو الحكمة البالغة في أقواله وأفعاله، يضع الأمور مواضعها، ويوقعها مواقعها.

ويُؤخذ من قوله: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فهذه الشهادة من الله شهادة قولية، وهو كلام الله وقوله، كما أن له شهادة فعلية؛ وذلك بما يُبديه ويُظهره لعباده من دلائل وحدانيته، وانفراده بالخلق والتدبير، مما يستحق معه أن يكون هو المعبود وحده، دون ما سواه.

ثم تأمل ابتداء هذه الآية الكريمة بلفظ الشهادة: شَهِدَ اللَّهُ وذلك يدل على التوكيد، فربنا -تبارك وتعالى- هو أصدق القائلين وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً [النساء:122]، وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا [النساء:87] ومع ذلك فإنه يُخبر عن نفسه -تبارك وتعالى- أنه شهد أنه لا إله إلا هو؛ وذلك يدل على أهمية التوحيد، فهو أول بعثة الرسل -عليهم الصلاة والسلام-، وأول ما يدعون إليه، وهو أول واجب على المُكلف، وآخر ما يُخرج به من الدنيا من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة[1]، وهو مفتاح الجنة، وكلمة التوحيد هي أصدق كلمة، وأعظم كلمة، وأجل كلمة على الإطلاق.

ثم أيضًا في قوله -تبارك وتعالى-: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فالشهادة لا تكون إلا بأمر متيقن، ولا تكون بالظنون، وإنما تكون مبنية على اليقين بمنزلة المُشاهد بالبصر، فالله -تبارك وتعالى- قال: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فذلك يعني أن الشهادة لا تكون إلا بمنزلة المبْصَر، باعتبار أنها تكون عن يقين، فإن ذلك يعني أن علم التوحيد، أو أن قضية التوحيد، أو أن العلم بوحدانية الله -تبارك وتعالى- ينبغي أن يكون متيقنًا، فإذا قال الإنسان: أشهد أن لا إله إلا الله، فذلك يكون منه بمنزلة ما يُشاهده ببصره ويراه، ولا يقول ذلك وهو شاك غير متقين، ولا متُحقق من هذه الكلمة، فإن الشك يُنافي هذه الشهادة، وكما هو معلوم من شروط لا إله إلا الله: اليقين المُنافي للشك.

وهذه الشهادة شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ هذا هو الموضع الوحيد في القرآن، الذي أثبت الله شهادته عليه، وشهادة الملائكة، وشهادة أولي العلم، فذلك يدل على أن هذا هو المطلوب الأعظم، الذي ينبغي أن يُعتنى به غاية العناية، بمعرفته وحقيقته وشروطه ومُبطلاته، وما يُناقضه، ويُنافيه.

وأيضًا فإن قوله -تبارك وتعالى-: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ فذكر شهادة الملائكة بالتوحيد، وقدمهم على شهادة أولي العلم، والعلماء يتكلمون في المُفاضلة بين الملائكة وصالحي البشر، وهي من المسائل التي لا طائل تحتها، فلا ينبغي الاشتغال بها، لكن هنا قدم شهادة الملائكة على شهادة العلماء، فيمكن أن يكون ذلك باعتبار أنهم يشهدون عن علم ضروري.

والفرق بين العلم الضروري والعلم النظري أن العلم الضروري هو ما يقع بغير اكتساب، وأما العلم النظري فهو الذي يحتاج إلى نظر ودراسة واستدلال، وما أشبه ذلك، فشهادة الملائكة أو علم الملائكة هو علم ضروري، فيمكن أن تكون قُدمت شهادتهم على شهادة العلماء بهذا الاعتبار، وقد يكون ذلك باعتبار أنهم الملأ الأعلى، فقدمهم على شهادة البشر، ويمكن أن يكون ذلك لبيان منزلتهم عنده -تبارك وتعالى-.

ثم قال ثالثًا: وَأُوْلُوا الْعِلْمِ يعني أنهم يشهدون له بالوحدانية -تبارك وتعالى-، وهذا يدل كما يقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي -رحمه الله- على شرف العلم، وفضله، ومنزلته؛ وذلك من وجوه متعددة:

منها: أن الله خص شهادتهم بالذكر على أعظم مشهود عليه، وهو التوحيد، كما أن الله -تبارك وتعالى- قرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته، فهذا لا شك أنه شرف عظيم لأولي العلم، كذلك أيضًا: أن الله أضافهم إلى شريف، وهو العلم، فقال: وَأُوْلُوا الْعِلْمِ فهذا يدل على منزلتهم، ومنزلة العلم، وأنه فضيلة عظيمة، ينبغي على العبد أن يحرص عليها، فالإنسان إنما يشرُف بمكتسباته، وما يتحلى به ظاهرًا وباطنًا من الفضائل، ومن أجلها العلم، الإنسان لا يشرُف بثوب يلبسه، ولا بمركب يركبه، ولا بدار يسكنها، ولا بأموال يقتنيها، وإنما يشرُف بهذه المطالب العالية، فينبغي على العبد أن يحرص ويجد ويجتهد كل بحسبه.

وأيضًا فإن الله -تبارك وتعالى- جعلهم حجة على الخلق، حيث ذكر شهادتهم، وألزم الناس العمل بمقتضى ذلك، ومن هنا يقول الشيخ -رحمه الله- بأن من عمل بمقتضى هذه الشهادة فلهم من الأجر مثل ما عمل العاملون من الطاعة والتوحيد والبر، وما إلى ذلك باعتبار أنهم أدلاء على ذلك، هداة إليه، وعمل الناس بمقتضى شهادتهم التي اعتبرها الله -تبارك وتعالى-، ونص عليها([2].

وأيضًا في هذا الإشهاد: إنما تُقبل شهادة العدول، فإذا ذكر ربنا -تبارك وتعالى- وهو العظيم الأعظم ذكر شهادة هؤلاء من أولي العلم، فهذا يدل على أنهم العدول، كما جاء في الأثر: يرث هذا العلم من كل خلف عدوله[3]، فهم حملة العلم، وورثة الأنبياء، كما قال النبي ﷺ: إن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورثوا هذا العلم، فمن أخذ به، أخذ بحظ وافر[4]، فهذا ميراث النبوة، وأبو هريرة لما رأى الناس في السوق، قال لهم: أين أنتم من ميراث رسول الله ﷺ يُقسم في المسجد، فذهبوا إلى المسجد، فلم يروا شيئًا، فسألوه، فأشار إلى العلم[5]، فهو الميراث الحقيقي للأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-.

وقوله: قَائِمًا بِالْقِسْطِ القسط هو العدل، فالله -تبارك وتعالى- شهد أنه قائم بالعدل "لا إله إلا هو" شهد على التوحيد، وعلى قيامه بالقسط، فهو قائم بالعدل في توحيده وبالوحدانية في عدله، وهذه التوحيد والعدل هما قِوام أوصاف الكمال، فالتوحيد يعني أنه المُتفرد بالوحدانية والكمال، وأوصاف الجلال والعظمة، ولا يكون معبودًا وحده يستحق العبادة دون من سواه، إلا إذا كان كاملاً من كل وجه، وكذلك أيضًا العدل يتضمن وقوع أقواله وأفعاله على السداد والحكمة بعيدًا عن الظلم.

وقوله: الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ فمن كان عزيزًا يُغالب، فإنه مع الحكمة يكون قد بلغ غاية الكمال، فالعزة وحدها بالنسبة للبشر قد تكون سببًا للعسف والظلم والعدوان على الخلق، والحكمة من غير عزة قد لا يُنتفع بها، فقد يكون حكيمًا، لكنه في غاية العجز، ولا رأي لمن لا يُطاع كما قيل، لكن إذا اجتمعت العزة والحكمة، فذلك يُعطي وصفًا ثالثًا، وهو أن حكمته مُقترنة بالعزة، وأن عزته مبنية على الحكمة، فهو يتصرف -تبارك وتعالى- فيُعطي ويمنع ويُثيب ويُعاقب كل ذلك على وفق حكمته، فالعزيز لا يتعاصى عليه شيء، ولا يمتنع عليه شيء، والحكيم هو الذي يضع الأمور في مواضعها، ويوقعها في مواقعها، والحكمة تعني الإصابة في القول والعمل، هذا مدار كلام أهل العلم في الحكمة، فإذا كان كذلك أن الله عزيز وحكيم، فينبغي أن يثق العبد بتدبيره، وأن يتوكل عليه، وأن يركن إلى جنابه؛ لأن ربه -تبارك وتعالى- لا يمتنع عليه شيء، ويضع الأمور في مواضعها، فإذا كان كذلك، فإن ربنا -تبارك وتعالى- يُدير هذا الكون بما فيه على وفق هذه الصفات الكاملة، لا يتخلف شيء لعجز، ولا يقع شطط لامتناع، أو لقصور، أو لانعدام الحكمة.

وأيضًا في قوله: الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ قدّم العزيز على الحكيم، قالوا: باعتبار أن العزة تُناسب الوحدانية التي ذُكرت أولاً، لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ثم ذكر قيامه بالقسط، فذلك يتفق مع الحكمة، فجاء بهذين الاسمين في ختم هذه الآية لتناسبهما مع الأمرين المذكورين، وجعلهما على هذا الترتيب، يعني: ذكر التوحيد أولاً، وذكر العزيز، ثم ذكر القيام بالقسط، وذكر الحكيم.

وأيضًا هذه الآية تضمنت الدلالة على الوحدانية المنافية للشرك، والقيام بالقسط والعدل المُنافي للظلم، والعزة المُنافية للعجز، والحكمة المُنافية للشطط والخطل والجهل، فهذه شهادة بالتوحيد والعدل والقدرة والعلم والحكمة؛ ولهذا كانت أعظم شهادة، ولاحظ هنا أنه جاء التكرار بقوله:  شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فأعاد كلمة التوحيد لأهميتها ولعِظمها، ولمزيد الاعتناء بمعرفتها، ومعرفة دلائل التوحيد.

وأيضًا ليُعلم أنه -تبارك وتعالى- الموصوف بذلك، وأنه الواحد الأحد ، وتقدست أسماؤه، لا سيما مع طول الفصل، يعني: حينما قال: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ قال: وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ فإعادة كلمة التوحيد من أجل أن يذكر العزيز الحكيم بعدها، فهذا مع طول الفصل قد لا يحصل معه الربط لدى السامع، فقال: لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ لتقرير هذا التذييل، أو الختم لهذه الآية بهذين الاسمين الكريمين، فربما يكون إعادة ذلك لأجل ما بعده لطول الفصل بين ما ذُكر أولاً، وما ذُكر ثانيًا، والله تعالى أعلم. 

  1. أخرجه أبو داود في كتاب الجنائز، باب في التلقين برقم (3116) وصححه الألباني.
  2. تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (ص:125).
  3. أخرجه البيهقي في السنن الكبرى برقم (20911) وبنحوه في البدع لابن وضاح (1/ 25) (1) والشريعة للآجري (1/ 268) وصححه الألباني في مشكاة المصابيح برقم (248).
  4. أخرجه الترمذي في أبواب العلم، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة برقم (2682) وأبو داود في كتاب العلم، باب الحث على طلب العلم برقم (3641) وابن ماجه في افتتاح الكتاب في الإيمان وفضائل الصحابة والعلم، باب فضل العلماء والحث على طلب العلم برقم (223) وصححه الألباني.
  5. أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط برقم (1429).