الخميس 03 / ذو القعدة / 1446 - 01 / مايو 2025
رَّبَّنَآ إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِى لِلْإِيمَٰنِ أَنْ ءَامِنُوا۟ بِرَبِّكُمْ فَـَٔامَنَّا ۚ رَبَّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّـَٔاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلْأَبْرَارِ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

"رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أي: داعياً يدعو إلى الإيمان وهو الرسول ﷺ: أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا أي: يقول: آمنوا بربكم فَآمَنَّا أي فاستجبنا له، واتبعناه، رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا أي: بإيماننا، واتباعنا نبيك، فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا أي: استرها وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا فيما بيننا وبينك وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ [سورة آل عمران:193]".

ذكر الغَفْر، وذكر التكفير للسيئات، فمن يقول بالترادف يكون فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا معناه واحد، وعلى قول من يفرق بين الغَفْر، والتكفير؛ يكون معنى: فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا أي استرها، وقنا شؤمها، ويكون وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا معناه المحو والإزالة أي امحها عنا.
وبالنسبة للذنوب والسيئات من يقول بالترادف يقول: هو شيء واحد، وبعضهم يفرق بين هذا وهذا، إما بأن بجعل البعض من الصغائر، والآخر من الكبائر، أو أن البعض يتعلق بحقوق الخلق، والآخر بحقوق الله أو نحو ذلك، فالحاصل أن الذنوب هي المعاصي، والسيئات هي المعاصي، ولكن لفظة السيئة تدل على معنىً وهو أن ذلك يسوء صاحبه، فإذا نظر إليه في ديوان عمله فإن ذلك مما يسوءه أو لوصفها بأنها سيئة مقابل الحسنة فهي موصوفة بذلك.
"وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ [سورة آل عمران:193] أي: ألحقنا بالصالحين".

ألحقنا بالصالحين معناه اقبضنا في عداد الأبرار، واحشرنا محشرهم، فقوله: وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ أي توفنا في عدادهم، واحشرنا محشرهم كما يقول ابن جرير الطبري - رحمه الله -.

مرات الإستماع: 0

"سَمِعْنا مُنادِيًا [آل عمران:193] هو النبي ﷺ".

هنا في قوله: بل خلقته، وخلقت البشر لينظروا فيه فيعرفوك فيعبدوك، فأدخل فيه خلق البشر، يعني كأنه يميل إلى قول ابن جرير، وابن كثير - كأنه، وليس بصريح - ويحتمل أنه ألحق به خلق البشر.