ولهذا لما كانوا هم المؤمنين بالمسيح حقاً؛ سلبوا النصارى بلاد الشام، وأجلوهم إلى الروم فلجئوا إلى مدينتهم القسطنطينية، ولا يزال الإسلام، وأهله فوقهم إلى يوم القيامة، وقد أخبر الصادق المصدوق أمته بأن آخرهم سيفتحون القسطنطينية، ويستفيئون ما فيها من الأموال، ويقتلون الروم مقتلة عظيمة جداً لم يرَ الناس مثلها، ولا يرون بعدها نظيرها - وقد جمعت في هذا جزءاً مفرداً -، ولهذا قال تعالى: وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ [سورة آل عمران:55-56]، وكذلك فعل تعالى في من كفر بالمسيح من اليهود، أو غلا فيه، أو أطراه من النصارى، عذبهم في الدنيا بالقتل، والسبي، وأخذ الأموال، وإزالة الأيدي عن الممالك، وفي الدار الآخرة عذابهم أشد، وأشق، وما لهم من الله من واق".