ذَلِكَ نَتْلُوهُ وحملها ابن كثير على ما ذكر في شأن عيسى – عليه الصلاة، والسلام -[1] يعني خاصة ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ [آل عمران:58].
يعني الآيات المتلوات هذه التي ذكرها الله في هذه السورة، الآيات المتلوة المنزلة، أو المعجزات يعني ما ذكره الله عنه، من إبراء الأكمة، والأبرص، وإحياء الموتى بإذن الله، والإخبار بما يأكلون، وما يدخرون في بيوتهم، والخلق كهيئة الطير من الطين، فينفخ فيه، فيكون طيرًا بإذن الله ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنَ الآيَاتِ [آل عمران:58] فتكون الآيات بمعنى البراهين، والمعجزات، والدلائل الواضحات على النبوة، وكذلك الآيات، هذا باعتبار عموم اللفظ ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنَ الآيَاتِ الآيات تكون المعجزات، وكذلك أيضًا المتلوة المنزلة الموحى بها.
فيما يتعلق بالحكيم: قال: الناطق بالحكمة، أيضًا الحكيم أصل هذه المادة كما ذكرت في بعض المناسبات: (ح ك م) تدل على المنع، حكيم أي: محكم لا يتطرق إليه الباطل في ألفاظه، ولا معانيه، ولا أحكامه، فهو في ألفاظه في غاية الإحكام، ليس فيه خلل، ليس فيه ضعف، ليس فيه اعوجاج، ليس فيه عيب في الألفاظ، وكذلك في المعاني، وهو يتضمن المعاني الكاملة، والهدايات، ولا يناقض بعضه بعضًا، وينافيه.
وكذلك الناطق بالحكمة حكيم، فحكيم على وزن فعيل، يأتي بمعنى محكم، أن الله أحكمه لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ [فصلت:42] وكذلك حكيم بمعنى: أنه ذو الحكمة، يعني فيه حكمة، والحكمة هي الإصابة في القول، والعمل، هكذا تقال، يقال: فلان حكيم، ويقال أيضًا: الحكمة هو وضع الشيء في موضعه، وإيقاعه في موقعه، فهو حكيم في هداياته، وما يدل عليه، وما يأمر به، فلا يأمر إلا بخير، الناطق بالحكمة.