الإثنين 29 / شوّال / 1446 - 28 / أبريل 2025
خَٰلِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

"لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ [سورة آل عمران:88]، أي لا يفتر عنهم العذاب، ولا يخفف عنهم ساعة واحدة.

مرات الإستماع: 0

"خالِدِينَ فِيها الضمير عائدٌ على اللعنة."

نعم خالدين فيها، أي اللعنة هذا الذي اختاره ابن كثير - رحمه الله -[1] باعتبار أن الضمير يرجع إلى أقرب مذكور، فأقرب مذكور هو اللعنة أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ خَالِدِينَ فِيهَا [آل عمران:88، فاللعنة مؤنثة، والضمير رجع مؤنثًا، فهو يرجع إلى اللعنة.

"وقيل: على النار، وإن لم تكن ذُكرت لأنّ المعنى يقتضيها."

يعني يكون الضمير خَالِدِينَ فِيهَا [آل عمران:88] عائد على غير مذكور، لكنه يُفهم من السياق خَالِدِينَ فِيهَا [آل عمران:88] أي النار، ويمكن أن يُجمع بينهما خَالِدِينَ فِيهَا أي في عذاب الله، ولعنته خَالِدِينَ فِيهَا [آل عمران:88] يعني في العذاب، أو في اللعنة، أو في عقوبة الله، ولعنته خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ فالسياق مُشعر بأن المقصود النار، وهي التي يُذكر الخلود معها، وذكر هنا تخفيف العذاب إلى آخره، كل هذا مُشعر بأن ذلك خالدين فيها أي النار، لكن اللعنة حاصلة لهم مع عذاب النار.

  1. تفسير ابن كثير (1/473).