الثلاثاء 01 / ذو القعدة / 1446 - 29 / أبريل 2025
أُو۟لَٰٓئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ ٱللَّهِ وَٱلْمَلَٰٓئِكَةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

ثم قال تعالى: أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ [سورة آل عمران:87] أي: يلعنهم الله، ويلعنهم خلقه، خَالِدِينَ فِيهَا أي: في اللعنة".

في قوله: خَالِدِينَ فِيهَا يحتمل أن يكون المراد أي اللعنة؛ لأنها هي المذكورة قبلُ، أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ..، ويحتمل أن يكون المراد بذلك العقوبة، وعلى كل حال فإن بين القولين ملازمة لا تخفى، وذلك أن اللعنة هي سبب للعقوبة، والخلود إنما يعبر به غالباً عن العقوبة أي أن صاحبها يكون خالداً في العذاب، أو في النار، وهذا أقرب، وأكثر في الاستعمال من إضافته إلى اللعن؛ ولهذا فإن بعض المفسرين، ومنهم كبير المفسرين ابن جرير - رحمه الله - يقول: خالدين في العقوبة، والأمر كما ذكرت أنه بين القولين ملازمة، -، والله أعلم -.

مرات الإستماع: 0

"وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ عمومٌ بمعنى الخصوص في المؤمنين، أو على عمومه، وتكون اللعنة في الآخرة."

يعني عمومه بمعنى الخصوص في المؤمنين، يعني أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ [آل عمران:87] يعني حتى الكفار يلعنوه، هم يلعنون أنفسهم؛ لأنهم كفروا قال: "هذا عمومٌ بمعنى الخصوص" يعني من العام المراد به الخصوص، يعني يلعنهم أهل الإنسان الناس لفظ عام، أُريد به معنىً خاص، وهم المؤمنون.

"أو على عمومه، وتكون اللعنة في الآخرة" هما ما يلعنونهم في الدنيا عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ [آل عمران:87] يعني في الآخرة يلعنونهم، فالكفار يلعنوا بعضهم بعضًا في الآخرة.