الثلاثاء 25 / جمادى الآخرة / 1447 - 16 / ديسمبر 2025
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَآءُوهُم بِٱلْبَيِّنَٰتِ فَٱنتَقَمْنَا مِنَ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُوا۟ ۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

ثم قال: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا هذه تسلية من الله لعبده ورسوله محمد ﷺ، بأنه وإن كذبه كثير من قومه ومن الناس فقد كُذّبت الرسل المتقدمون مع ما جاءوا أممهم به من الدلائل الواضحات، ولكن الله انتقم ممن كذبهم وخالفهم، وأنجى المؤمنين بهم، وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ، هو حقّ أوجبه على نفسه الكريمة، تكرما وتفضلا كقوله تعالى: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ [سورة الأنعام:54].

معلوم أن الله - تبارك وتعالى - جعل ذلك حقاً عليه فيما أوجبه على نفسه - تبارك وتعالى - كما قال: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ الآية، لكن ليس للخلق أن يوجبوا على الله شيئاً قياساً على خلقه، وإنما يكون ذلك من قبيل الحكم بعقولهم كما تفعل طوائف من أهل البدع كالمعتزلة أوجبوا عليه أشياء ومنعوا عنه أشياء، كل ذلك تحكم بعقولهم قاسوه على خلقه، فقالوا: يجب عليه كذا ويمتنع عليه كذا، وهذا غير صحيح، فعندما أوجب - تبارك وتعالى - على نفسه أمراً، إذا أوجب على نفسه أمراً فإن ذلك يوقف عنده، فالله - تبارك وتعالى - يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.