معلوم أن الله - تبارك وتعالى - جعل ذلك حقاً عليه فيما أوجبه على نفسه - تبارك وتعالى - كما قال: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ الآية، لكن ليس للخلق أن يوجبوا على الله شيئاً قياساً على خلقه، وإنما يكون ذلك من قبيل الحكم بعقولهم كما تفعل طوائف من أهل البدع كالمعتزلة أوجبوا عليه أشياء ومنعوا عنه أشياء، كل ذلك تحكم بعقولهم قاسوه على خلقه، فقالوا: يجب عليه كذا ويمتنع عليه كذا، وهذا غير صحيح، فعندما أوجب - تبارك وتعالى - على نفسه أمراً، إذا أوجب على نفسه أمراً فإن ذلك يوقف عنده، فالله - تبارك وتعالى - يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.