الإثنين 07 / ذو القعدة / 1446 - 05 / مايو 2025
وَلَقَدْ كَانُوا۟ عَٰهَدُوا۟ ٱللَّهَ مِن قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ ٱلْأَدْبَٰرَ ۚ وَكَانَ عَهْدُ ٱللَّهِ مَسْـُٔولًا

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

ثم قال تعالى يذكرهم بما كانوا عاهدوا الله من قبل هذا الخوف، ألا يولوا الأدبار ولا يفرون من الزحف، وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولا أي: وإن الله تعالى سيسألهم عن ذلك العهد، لابد من ذلك.

متى كان هذا وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ؟ يعني قبل الخندق وبعد بدر، فبعضهم يقول: لما غابوا عن بدر، ورأوا ما أعطى الله لأهل بدر من الكرامة عاهدوا الله ، أنهم لا يولون الأدبار إن لقوا العدو، وأنهم يقاتلون، هكذا قال بعض السلف كقتادة - رحمه الله -، وبعضهم يقول: كان هذا من بني حارثة لما حصل لهم هزيمة وتراجعٌ أو هموا بذلك في يوم أحد فعاهدوا الله أنهم إذا لقوا العدو أنهم لا ينهزمون ولا يفرون ولا يقع منهم شيء من ذلك، وكَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ يعني: قبل الأحزاب، سواء قيل: بعد بدر أو كان ذلك بعد أحد، والعهد هو العقد المؤكد، يقال له: عهد، كل عقد، مثلاً العهد مع الله، كل عقد يوثقه الإنسان مع ربه - تبارك وتعالى - فهو عهد.