السبت 02 / محرّم / 1447 - 28 / يونيو 2025
لِّيَسْـَٔلَ ٱلصَّٰدِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ ۚ وَأَعَدَّ لِلْكَٰفِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وقوله تعالى: لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ قال مجاهد: المبلغين المؤدين عن الرسل.

قال الحافظ في قوله: لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ المبلغين المؤدين عن الرسل - عليهم الصلاة والسلام -؛ يعني الدعاة من أتباعهم، وبعضهم يقول: لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ ليسأل الأنبياء عن التبليغ، ماذا بلغوا، هل بلغوا أقوامهم؟، وقيل: يُسألون عما أجابهم أقوامهم، ماذا كان مردودهم عليهم؟، وبعضهم يقول: يُسألون عن الوفاء بهذا العهد، لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ، وحمله ابن القيم على العموم لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ، فالأنبياء يُسألون، والأتباع والأمم تُسأل مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ [سورة القصص:65]، وكذلك أيضاً يُسألون عن الميثاق لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ والحافظ ابن القيم - رحمه الله - يقول: إذا كان الصادقون يُسألون عن صدقهم فما بالك بالكاذبين؟!، والله المستعان.

قال: وقوله تعالى: وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ أي: من أممهم عَذَابًا أَلِيماً أي: موجعاً، فنحن نشهد أن الرسل قد بَلَّغُوا رسالات ربهم، ونصحوا الأمم وأفصحوا لهم عن الحق المبين، الواضح الجلي، الذي لا لبس فيه، ولا شك، ولا امتراء، وإنْ كذبهم مَنْ كذبهم من الجهلة والمعاندين والمارقين والقاسطين، فما جاءت به الرسل هو الحق، ومَنْ خالفهم فهو على الضلال، كما قال أهل الجنة: لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ [سورة الأعراف:43].