الإثنين 23 / صفر / 1447 - 18 / أغسطس 2025
فَقَالُوا۟ رَبَّنَا بَٰعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوٓا۟ أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَٰهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَٰهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ، وقرأ آخرون: "بعد بين أسفارنا "، وذلك أنهم بَطروا هذه النعمة - كما قاله ابن عباس، ومجاهد، والحسن، وغير واحد - وأحبوا مفاوز ومهامه يحتاجون في قطعها إلى الزاد والرواحل والسير في الحَرُور والمخاوف.

قالوا: رَبَّنَا على هذه القراءة التي نقرأ بها رَبَّنَا بَاعِدْ هذا طلب بَاعِدْ يا ربنا بَاعِدْ هذا التقدير، وكذلك القراءة الأخرى ربنا بّعد وهي في المعنى ترجع إلى الأولى طلب، ولكن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى يعني أن المشدد للتكثير يريدون بعداً كثيراً من أجل أن يشعرون بالسفر والتعب، وما يجده المسافرون من غيرهم، فهاتان قراءتان ترجعان إلى معنى واحد، وهناك قراءة أخرى متواترة وهي رواية عن ابن عامر وبها قرأ أيضاً ابن كثير وأبو عمر، رَبُنَا بَاعَدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا باعد هذا فعل ماضي على سبيل الخبر، ذاك دعاء ربنا يا ربنا باعد، وهذا ربنا خبر عن الله ، رَبُنَا بَاعَدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا يعني أخبروا عن غير الحقيقة لم يقروا بالنعمة ولم يعترفوا بها، وهذه القراءة التي ذكرها ابن كثير - رحمه الله - قال: وقرأ آخرون بّعِد بين أسفارنا هذه قراءة ابن كثير وأبو عمر، وهي رواية عن ابن عامر أن ذلك على سبيل الطلب والدعاء، وقراءة أخرى متواترة رواية يعقوب رَبُنَا بَاعَدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا، وهناك قراءة رابعة أيضاً وهي: رَبُنَا بّعَد بَيْنَ أَسْفَارِنَا وهي ترجع إلى القراءة التي قبلها قراءة يعقوب القراءة الثالثة ويقال فيها كما قيل في التي قبلها: زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى وهذه قرأ بها يحيى ابن يعمر رَبُنَا بّعَد بَيْنَ أَسْفَارِنَا فصار جماع ذلك يرجع إلى معنيين:

المعنى الأول: أن ذلك على سبيل الطلب طلبوا البعد وزهدوا في هذه النعمة.

المعنى الثاني: أنهم جحدوا نعمة الله عليهم بطريق آخر وهو أنهم لم يعترفوا بها أصلاً واعتبروا أن ذلك بعيد، ولم يعترفوا بما أنعم الله عليهم من قرب هذه المسافات، وإنما يعتبر هذا بعيداً أيضاً فقالوا: رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا، - نسأل الله العافية -، ومعلوم أن القراءات الصحيحة إذا كان لكل قراءة معنى فإنها بمنزلة تعدد الآيات، الآن كان عندنا أكثر من آية أنهم طلبوا وأنهم أخبروا فهل كان ذلك من قبيل الإخبار أو من قبيل الطلب، أو أن بعضهم طلب أن يحصل البعد، وأن آخرين أخبروا عن غير الحقيقة كل ذلك صدر منهم، أو أن ذلك صدر منهم في حين والأخر صدر منهم في حين آخر كما يقوله النحاس يعني أنهم طلبوا ذلك وزالت تلك القرى، وصاروا يقطعون المفاوز لم يصبروا على هذا وقالوا: رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا فهم لم يطيقوا نعمة الرخاء ولم يصبروا على الشدة والبلاء هذا قاله النحاس، يعني أن ذلك في حالين لهم، وهذا كله هو يحصل لابن آدم في أحواله، فتارة يجحد نعمة الله عليه يكون في سعة وغنى وعافية فلا يقر بذلك، ويرى أنه محروم، ولا يلتفت إلى هذه النعمة ولا يعدها أصلاً نعمة، هذا موجود ولو فتش الإنسان في أحواله ونظر فيمن حوله لوجد من هذا شيئاً غير قليل، الحالة الثانية للإنسان وهو نوع من بطر النعمة وكفرها والزهد فيها؛ وذلك أنه يمل هذه النعمة ويسئم فيبحث ويطلب غيرها، فهذا الإنسان الذي يسافر المسافات الطويلة والمسافات القصيرة بهذه الطريقة لربما يزهد في هذه النعمة ويمل ويقول: نريد نحس بالسفر نريد أن نمشي لها، فالمفاوز التي نسمع عنها والمخاوف حتى نتذوق السفر نشعر بالتعب فعلاً بعض الناس هكذا يقول!، ولذلك بعض الناس يسلكون الطريق المسلوك المرصوف الذي يجد في كل بغيته خدمات ويذهب إلى وسط الصحراء يمشي فيها يسمونه قطوع على أساس يشعر بالتعب لربما يهلك من العطش في الصحراء ويموت وهذا موجود، وهذا نوع من الحذق والاحتراف والمهارة يستشعر فعلاً السفر هكذا يزعم بعضهم، ولو نظرت في أحوال الناس لوجدت من هذا أشياء كثيرة لما كثرت النعمة في أيدي الناس الآن سواء كان في صنوف المطعومات المشروبات الأثاث المساكن وما إلى ذلك ما الذي حصل بدأوا يبحثون عن أشياء أخرى فتجد في اللباس لاسيماء النساء بدأوا يبحثون عن لبس الأولين فلو رأيت بعض اللباس قلت: هذه مسكينة فقيرة، والحلي تحول إلى أشياء من قطع البلاستيك التي كان يلبسها الفقراء، ولربما تجد الرجل الذي يكون له العرض الكثير والمال الذي لربما لا يملكه قارون إذا رأيت صورته في بعض الأماكن متبذلاً في لباس يستحي الإنسان أن يلبسه لتبذله تتعجب، ولربما رأيته حافي القدمين أو يلبس أشياء على قدميه تقي حراً ويرى أن مثل هذا تغيير مثل القصة المعروفة المرأة التي لأحد ملوك الطوائف في الأندلس لما رأت بايعات الحليب اللبن يمشين في الطين في يوم مطير أطلت من الشرفة مترفة فتمنت أن تمشي في الطين أمر بطحن العود أو نوع من الطيب وعجن بالأيدي حتى صار كالطين ثم وضع في صحفة فوضع بين يديها من أجل أن تخوض في الطين تذوق الخوض بالطين، وجاءت إليه وهو في السجن وقد جرد من أمواله، فكأنه غاضبها فقالت: ما وجدت منك خيراً، قال: ولا يوم الطين! فتجد هذا في الناس، تجده في اللباس ألبسة أحياناً تظنه فقراء يحتاجون الصدقة يكتشف هذا النوع من اللباس أن هذا جيد ويشترونه بغالي الأثمان، مرقعة أحياناً عليها رِقع وأحياناً ممزقة من غير رقع مساكين هؤلاء لا يجدون شيء تجد في المطار أحياناً ناس يلبسون لباس متبذلاً من هؤلاء الشباب يقولون: هؤلاء فقراء عمال النظافة، كنت في بعض البلاد الشرقية مثل أندونيسيا إذا رأيت كثير من الناس كان بالكاد يجد هذه الدراجة النارية من أجل أن يركبها ويركبها الأسرة كاملة تقول مساكين ما عندهم من المراكب هكذا كما هو الحال عندنا ثم بعد ذلك رأيت بعض الشباب عندنا يسافرون على دراجات نارية فتعجبت فعلمت بعد ذلك أن هذا نوع وأن هذا قيمة هذه تساوي أغلى من السيارات يسافر على دراجة نارية لرأيته أشفقت عليه ربنا لا تحملنا مالا طاقة لنا به، فهذا داخل في قوله: رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا يسافر على دراجة نارية، وهكذا بعض الناس الحمقات التي تسمع بها أنه مسافر على دراجة هوائية أو على قدميه وتلتقط له الصور، وقل مثل ذلك في أكل الناس وما صاروا يبحثون عنه من أكل الماضي الذي كان حينما كان الناس لا يجدون شيئاً، وأصبح الناس الآن يستطرفونه ويستلطفونه بل حتى وجد بعض المحلات خاصة فيما كان يباع قبل خمسين وستين سنة من المعلبات ونحو ذلك، و يقصدها فئام من الناس ويشترونه بغالي الأثمان، وأما المباني والزينة ونحو ذلك أصبح الناس يميلون في هذا كما هو معلوم أما في بيوتهم يخصصون أماكن لذلك أو في خارجها من استراحات أو نحو هذا على طريقة الأولين من خشب من أثل وجريد ومطين الجدار، والسرج وما إلى ذلك وينفق فيها الأموال الطائلة هذا كله قد يدخل في قوله - تبارك وتعالى -: رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا ويدخل في ذلك أيضاً الذين يزهدون في النعم كالأمن مثلاً الذي أعطاهم الله إياه، فلربما يبحثون القلق والخوف وأسباب ذلك ويتقحمونها، ولو جربوا ما جرب آباءهم أو أجدادهم بحيث الواحد منهم لا يستطيع أن يذهب من مكان إلى مكان إلا وهو في حال من الخوف، لأدركوا النعمة التي هم فيها فبعض البلاد تتعجب ماذا يطلبون وماذا يريدون؟ هم لم ينتقلوا إلى حال أسوء من ما هم عليه، ولا يمكن أن يجتمعوا على شيء وكانوا أمنين، ثم بعد ذلك تنكروا لهذه النعمة، - والله أعلم - إلى أي شيء ستصير الأحوال، وانظر ما حولك في بعض البلاد التي لا تستطيع أن تتصور الحال بها إلى أي شيء ستكون لشدة التنازع أهل تلك البلاد سواء كان تنازع قبلياً أو كان تنازع مذهبياً أو كان تنازع فكرياً لا يمكن أن يجتمعوا على شيء، أعني مثل بلاد اليمن أشهر طويلة في الساحات وفي هذه الشوارع لا أدري كيف سيجتمع هؤلاء وعلى أي شيء سيجتمعون في غاية الافتراق والتنازع والتناقض هل سيصلون إلى قتال وإلا سيقسمون البلد؟ - الله أعلم - ما يعرف، نعرف أن الواقع الذي يعيشونه من قبل ليس كما ينبغي وليس هو الواقع المأمول ولا المرضي لكن إلى أي شيء سيصيرون يعني هذا مثال، - والله المستعان -.

فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ أي: جعلناهم حديثا للناس، وَسمَرًا يتحدثون به من خبرهم، وكيف مكر الله بهم، وفرق شملهم بعد الاجتماع والألفة والعيش الهنيء تفرقوا في البلاد هاهنا وهاهنا؛ ولهذا تقول العرب في القوم إذا تفرقوا: "تفرقوا أيدي سبأ" "وأيادي سبأ" و "تفرقوا شَذَرَ مَذَرَ".

عبارة ابن كثير - رحمه الله - دقيقة: فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ بعض المفسرين قال: معنى فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ يعني سمراً، حديث الناس أحدوثه يتحدثون عنها وعن خبرهم ويعتبرون ويتعظون كما يتحدث الناس اليوم أمن جعلهم الله أحاديث، - نسأل الله العافية - وغزاهم أمام القريب والبعيد، وهنا معنى آخر أيضاً ذكره بعض أهل العلم وهو فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ يعني مثلاً جعلناهم مثلاً كما يقال تفرقوا أيدي سبأ، فصار يضرب بهم المثل فذلك داخل تحت قوله: فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فابن كثير - رحمه الله - جمع المعنيين بعبارة يشعر القارئ الذي لم يعرف كلام المفسرين فيها أنه فعل ذلك لكن الواقع هو هذا فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ أحدوثه يتحدث الناس فيها ويسمعون، وكذلك يضربون به المثل.

وقوله تعالى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ أي: إن في هذا الذي حل بهؤلاء من النقمة والعذاب، وتبديل النعمة وتحويل العافية، عقوبةَ على ما ارتكبوه من الكفر والآثام - لعبرةً وَدَلالةً لكل عبد صبار على المصائب، شكور على النعم.

روى الإمام أحمد عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله ﷺ: عجبت من قضاء الله تعالى للمؤمن، إن أصابه خير حَمدَ رَبَّه وشكر، وإن أصابته مصيبة حَمِد ربه وصَبَر، يؤجر المؤمن في كل شيء، حتى في اللقمة يرفعها إلى في امرأته[1].

وقد رواه النسائي في "اليوم والليلة، وله شاهد في الصحيحين من حديث أبي هريرة: عجبًا للمؤمن لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيرا، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن[2].

وعن قتادة إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ قال: كان مطرّف يقول: نعم العبد الصبار الشكور، الذي إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر.

هذا هو المتبادر الصبار الشكور، صيغة مبالغة من الشكر والصبر، فالشكر يكون على النعماء، والصبر يكون على البلاء، هذا هو المتبادر ولكن لا يخفى أن النعمة تحتاج إلى صبر، وأن البلاء قد يرتقى الحال معه قد يرتقى في الحال إلى مرتبة الشكر يعني أمام البلاء الصبر واجب وفوقه الرضى وفوقه الشكر على البلاء وفي هذه الدروس الأعمال القلبية كان كلام على هذه المعاني، وأن الثالث والثاني غير واجب وذكرت نماذج لهذا منها: أن معاذ بن جبل لما أصيب بالطاعون في يده ظهر فكان يقبلها على المنبر، وذكرت أشياء من هذا فكانوا يشكرون على البلاء يرون أنها نعمة ساقها الله إليهم يحمدونه عليها ويفرحون بها وأنها رفعة لدرجاتهم تكفير لسيئاتهم، وذكرت هناك أن البلاء يحصل فيه رفعة الدرجات على الأرجح مع تكفير السيئات، فالمقصود أن النعمة تحتاج إلى صبر لأن الإنسان إن لم يصبر على النعمة فإن ذلك سيؤدي إلى البطر والطغيان إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى ۝ أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى [سورة العلق:6-7] فيحتاج إلى صبر، ولهذا قد يكون صبره حال النعمة أعظم من صبره حال الحرمان والفقر ولهذا الاختلاف في المفاضلة المعروف بين الغنى والفقر أيهما أفضل؟ وحال الشاكر والصابر أيهما أفضل؟ المقصود أن الغني الشاكر أفضل من الفقير الصابر؛ لأن الفقير ليس أمامه أصلاً إلا الصبر أو الجدار أليس كذلك! وين يذهب؟ ما بيده حيلة أصلاً لكن الغني كل ما كان الداعي إلى المعصية والطغيان أكثر فحجز العبد نفسه عن ذلك فإن ذلك يكون أرفع في مرتبته ولذلك شاب دعته امرأة ذات منصب وجمال، رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله هذا مع السبعة التي يضلهم الله، لكن لو واحد دعته عجوز فقيرة ولا منصب ولا جمال فقال: إني أخاف الله، فهذا ليس كالأول، فكل ما كان الداعي أكبر كان الأجر المرتب أعظم، وكان ذلك أرفع في مرتبة العبد، وإذا ضعف الداعي إلى المعصية فواقعها العبد كان ذلك أعظم في حقه ولذلك من الثلاثة الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ذكر منهم أشيمط زان، ملك كذاب، عائل مستكبر[3]، فالداعي معدوم ومع ذلك يفجر ويفعل أو يكذب أو يتكبر على أي شيء بخلاف من قويت فيه الدواعي إلى هذا فوقع على المعصية، وهذا أمر معروف مقصود أن قوله: لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ فهؤلاء لم يصبروا على النعمة، ولم يشكرو الله عليها وكذلك على القراءتين وكما قال النحاس في الجمع بينهما ذلك في حالين هم لم يشكروا على النعمة حين كانت قائمة موجودة ولم يصبروا حينما صارت مفقودة تسخطوا رَبُنَا بَاعَدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا، وفي النعمة قالوا: رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا يعني لا حيلة فيهم لا صبر ولا شكر - نسأل الله العافية -.

  1. رواه أحمد في المسند، برقم (1487)، وقال محققوه: "إسناده حسن".
  2. رواه مسلم، كتاب الزهد والرقائق، باب المؤمن أمره كله خير، برقم (2999).
  3. رواه البيهقي في شعب الإيمان، برقم (5405)، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (3069).