الثلاثاء 24 / صفر / 1447 - 19 / أغسطس 2025
قُلْ أَرُونِىَ ٱلَّذِينَ أَلْحَقْتُم بِهِۦ شُرَكَآءَ ۖ كَلَّا ۚ بَلْ هُوَ ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وقوله: قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ أي: أروني هذه الآلهة التي جعلتموها لله أندادا وصيَّرتموها له عدْلا، كَلا أي: ليس له نظير ولا نَديد، ولا شريك ولا عديل، ولهذا قال: بَلْ هُوَ اللَّهُ: أي: الواحد الأحد الذي لا شريك له الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ أي: ذو العزة التي قد قهر بها كل شيء، وَغَلَبت كل شيء، الحكيم في أفعاله وأقواله، وشرعه وقدره، تعالى وتقدس.

الرؤية هنا تحتمل أن تكون بصرية أَرُونِيَ هذا المفعول الأول الياء، الذين هذا المفعول الثاني، أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ يكون ذلك من قبيل الرؤية البصرية، وهذا ذهب إليه بعض أهل العلم ومن اختار هذا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله -، ولفت النظر إلى معنى وهو ذلك يقال في مقام يقصد به التحقير، يعني التحقير للشيء، تقول له: ورني هذا إلى تقول خلني أشوفه، الذي تقول: إنه ينفع في كذا، ورني هذا الطب الذي عندك أو العلاج الذي عندك أو العلم الذي عندك، أو الصنعة التي عندك، أو المهنة التي عندك، أو الثوب الذي تصف أرني تقول على سبيل يعني كأنك تتقال هذا الشيء أو تحتقره أو نحو ذلك أروني هذا الشيء، أروني هؤلاء الذين وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا [سورة الفرقان:41]، أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ ويحتمل أن تكون الرؤية هنا ليست رؤية بصرية وإنما رؤية علمية وهي قلبيه، رؤية علمية.

تم بحمد الله وفضله.