هذه الآية لا تنافي قوله - تبارك وتعالى -: وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ [العنكبوت:13]، وقوله: لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ [النحل: 25] وما شابهها من الآيات، فإن ذاك فيما يكسبه الإنسان، ومما يتسبب عنه من ضلالة غيره، فتكون أعماله من جملة كسبه، وإلا فإن الإنسان لا يحاسب عن عمل غيره وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى.
وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ أي: نفس مثقلة بالأوزار.
ِإِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ يعني: أنهم إذا غابوا عن الأبصار فهم ملازمون لخشيته، يعني: لا يخافونه أو يظهرون خوفه أمام الآخرين، فإذا خلوا بمحارم الله انتهكوها، وهذا أحد المعنيين في قوله سبحانه: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ [البقرة:3].