الإثنين 19 / ذو الحجة / 1446 - 16 / يونيو 2025
وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَىْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰٓ ۗ إِنَّمَا تُنذِرُ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِٱلْغَيْبِ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ ۚ وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِۦ ۚ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وقوله: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى أي: يوم القيامة.

هذه الآية لا تنافي قوله - تبارك وتعالى -: وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ [العنكبوت:13]، وقوله: لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ [النحل: 25] وما شابهها من الآيات، فإن ذاك فيما يكسبه الإنسان، ومما يتسبب عنه من ضلالة غيره، فتكون أعماله من  جملة كسبه، وإلا فإن الإنسان لا يحاسب عن عمل غيره وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى.

وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا [فاطر:18]  أي: وإن تدع نفس مثقلة بأوزارها إلى أن تُساعَد على حمل ما عليها من الأوزار أو بعضه، لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى [فاطر:18]  أي: ولو كان قريبا إليها، حتى ولو كان أباها أو ابنها، كل مشغول بنفسه وحاله.

وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ أي: نفس مثقلة بالأوزار.

ثم قال: إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ [فاطر:18] أي: إنما يتعظ بما جئت به أولو البصائر والنهى، الخائفون من ربهم، الفاعلون ما أمرهم به.

ِإِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ يعني: أنهم إذا غابوا عن الأبصار فهم ملازمون لخشيته، يعني: لا يخافونه أو يظهرون خوفه أمام الآخرين، فإذا خلوا بمحارم الله انتهكوها، وهذا أحد المعنيين في قوله سبحانه: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ [البقرة:3].