إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ [سورة فاطر:29-30].
يخبر تعالى عن عباده المؤمنين الذين يتلون كتابه ويؤمنون به ويعملون بما فيه، من إقام الصلاة، والإنفاق مما رزقهم الله في الأوقات المشروعة ليلا ونهارا، سرا وعلانية، يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ أي: يرجون ثوابا عند الله لابد من حصوله؛ ولهذا قال تعالى: لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ أي: ليوفيهم ثواب ما فعلوه ويضاعفه لهم بزيادات لم تخطر لهم، إِنَّهُ غَفُورٌ أي: لذنوبهم، شَكُورٌ للقليل من أعمالهم.
قوله هنا: يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ يعني لا يحصل لها كساد، البوار هو الكساد، وقوله: لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ لِيُوَفِّيَهُمْ اللام هذه يُحتمل أن تكون متعلقة بمحذوف دل عليه السياق، لِيُوَفِّيَهُمْ يعني فعلوا ذلك لِيُوَفِّيَهُمْ، يعني يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا وفعلوا ذلك ليوفيهم الله، ويحتمل أن يكون الكلام متعلقاً بقوله: يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ يعني لن يحصل لها كساد لأجل أن يوفيهم أجور أعمالهم الصالحة، لن تبور لأجل أن يوفيهم، والله تعالى أعلم.