وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [سورة فاطر:4-6].
يقول: وإن يكذبك - يا محمد - هؤلاء المشركون بالله ويخالفوك فيما جئتهم به من التوحيد، فلك فيمن سلف قبلك من الرسل أسوة، فإنهم كذلك جاءوا قومهم بالبينات وأمروهم بالتوحيد فكذبوهم وخالفوهم، وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ أي: وسنجزيهم على ذلك أوفر الجزاء.
وفيه أيضاً وعيد، وعيد مغلف يعني هؤلاء الذين يكذبون سيجازيهم الله ويحاسبهم، إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ [سورة الغاشية:25-26]، أيضاً سيجزيك الله - تبارك وتعالى - على هذا البلاغ والصبر والدعوة إلى الله - تبارك وتعالى- فلا يضيع من أجرك شيء، إن عليك إلا البلاغ، فأجرك على الله موفور وثابت لا ينقصه تكذيبهم وإعراضهم، فما عليك إلا أن تقوم بهذه الوظائف الشريفة وتبلغ عن الله ، وهذا يكون للنبي ﷺ ويكون للدعاة من بعده.